د. وائل حسن عشبة يكتب: دعونا نحب الوطن

الإثنين، 15 مارس 2010 04:18 م
د. وائل حسن عشبة يكتب: دعونا نحب الوطن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لماذا تدفعوننا لننزع حب الوطن من نفوسنا؟ دعونا ولو للحظة نحاكى رمزاً جديداً ولو بخيالنا.. من أجل لحظة حب لوطننا.
كفاكم وقوفاً متبلدى الفكر والانفعال والعاطفة تنظرون إلى عنف بصلف ساد فى المجتمع المصرى بين أطفال وشباب وشيوخ مسلمين ومسيحيين وتزعمون أن الأسباب والدوافع وراء هذه السلوكيات المضطربة من الشعب بكافة طبقاته ومستوياته العمرية والدينية والعرقية هى أسباب ذاتية نفسية داخلية، وأنا شخصياً لا أُنكر ذلك كلياً ولاأجزم به حرفياً، وإنما هو كما قال "باندورا" هى الحتمية المتبادلة تعود إلى أسباب داخلية ذاتية نفسية وأخرى خارجية بيئية( حكومية).
بداية تعالوا بنا نطوف فى بستان الحب لنتعرف على معنى الحب بصفة عامة وحب الوطن على وجه الخصوص، إن من حق هذا الشعب – الناتج عن نزعة فطرية-هو إشباع حريته التى تفسح له الطريق لإشباع الأمن والطمأنينة، فبالحرية تعدد لمصادر وروافد الأمن عند الإنسان وهذا الأخير يستنهض عاطفة الحب لديه حيث الحياة بمفرادتها وانسجام الإنسان معها ومن ثم يستطيع تأكيد ذاته فى مجالات الحياة ودروبها فيؤدى الواجب ويعرف الحق ويصل إلى أفق الحياة الأرحب.
وبنظرة موضوعية لما يجرى الآن فى الشارع المصرى سواءً من سلوكيات لاسوية ابتداءً من غفلة للضمير فكذب وخيانة للأمانة وسرقةٍ وانتهاء بالقتل وتمثيل بالقتلى...أو برمزٍ مصرى جديد يصل إلى المجال المصرى حديثاً يشهد إلتفاف شعبى بفكر ووجدان وانفعال ودافع نفسى للتغيير، دافع يوجهه كبت شعب عاش محاطاً بسياسات عشوائية غابت فيها رؤية التنمية، ضعف الموارد وانحسار الدخول، سياسة لاتحاول وليس من أهدافها – لا القصيرة المدى ولا حتى طويلة المدى- توجيه الشعب حول مشروع وطنى أوقومى، يُشغل الشعب المصرى فيه عقله ويؤكد ذاته ، إن من سمات هذا الشعب المحورية التحدى الدائم لقدراته والتمركز حول هدف جماعى ووطنى فإذا غاب هذا الهدف إضطرب سلوكه وأخذ يُشبع تأكيد ذاته وتحقيقها فى أمور لاتمثل أدنى أولوياته، فيؤكد ذاته فى سلوكيات سلبية ويختلق أهدافاً فوضوية.
أيها العالم المحيط بنا ماذا تريدون من هذا الشعب الفرعونى ذو الطاقة الكامنة القوية الجبارة المكبوته لفترات طويلة، الشعب الصابر صبراً لاتطيقه الجبال الراسيات.
يقول الحق فى محكم أياته "فليعبدو رب هذا البيت الذى أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف" ففى هذه الآيات يؤكد الله جل فى علاه أن إشباع الحاجات الأساسية للبشر من مأكل ومشرب.. وغيرها هو السبيل للأمن وهذا ما توصل إليه عالم النفس الشهير " ماسلو" ليؤكد بالدليل العلمى على قدرة الله الكونية ومعجزته القرآنية بأن الحكومات المختلفة لابد لها من إشباع الحاجات الأساسية لشعوبها.
إنى أرى أنه حان الوقت لإرادة هؤلاء الفراعنة أن تنطلق ولبصيرتهم أن تُدرك ولعقولهم أن تميز وتفكر بشكل حكيم، فقد جاءها رمز مثير يشعر بحالة القهر التى يعيشها هذا الشعب وأجدها فى مقولته "إن الفقر وما نتج عنه من فقدان الأمل يمثل أرضاً خصبة للجريمة المنظمة والحروب الأهلية والأرهاب والتطرف".
وأخيراً أرى أنه حان الوقت لتبتعد الجماعة ( الشعب) عن استاتيكياتها وتعيش الدينامية بكل ما يحمل المفهوم والكلمة من معنى، ولذلك أرى أنكم لابد أن تدَعوننا نحب الوطن ولو فى هذا الرمز عسى أن يكون ذلك بداية لمواطنة فعالة وسلوكيات بناءة وانفعالٍ متزنٍ يسمو بوطننا وأمتنا التى هى خير أمة أخرجت للناس.
والله ولينا ومولانا






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة