محمود جاد

بطولات "فراش" العربى التائهة

الإثنين، 15 مارس 2010 06:54 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لم يكن يملك كثيراً من المال ليقضى إجازته السنوية، مع "المدام" على ضفاف شواطئ نيس، فى فرنسا. ولا يملك ما يكفى لـ"خروجة حلوة" أسبوعياً، قطعاً لم يجد متعة فى حياته سوى فراش الزوجية، الذى أضحى المكان الوحيد الذى يشعر فيه بالرجولة والرضا، بالحصول على ما يستحق، فهو فى بلد بلا كرامة، بلا حقوق، ربما أيضاً بلا واجبات واضحة المعالم، يسير وسط كثيرين مثله، يعمل ما لا يحبه ليشترى ما لا يريده.

هو قطعاً مصرياً، يعانى الفقر وكذب المسئولين.. ربما يكون فلسطينياً يحيا مشطوراً بين فريق اختار المفاوضات وفشل، وآخر اختار المقاومة ولا يمارسها. أو عراقياً يعانى الاحتلال، ويشم هواء فارسياً.. نهاية المطاف هو عربى، دون المرأة لا يشعر برجولته، وعلى سواها لا يمارس البطولة، ولا يجد مقبرة لنفايات ما يعانيه من قهر سوى جسدها.

آمال التغير من ذاته، أو تغير ما حوله، كلها لم تتجاوز حاجز الأحلام، ولد ودرس ولحق بموكب الموظفين أو أنضم لطابور العاطلين ولا يزال مطارداً من وجوه المسئولون ذاتها فى المؤتمرات السنوية للحزب الحاكم، إذا كان لديه حزب، (أدامه الله علينا).. أو شارد الذهن، يتساءل كل صباح، أيهما أفضل: "جزمة" المحتل أم "شلوت" الحكومة؟! لا ينسى كل هذا القهر، ولا يشعر بـ"البطولة" سوى فى الفراش، إذا كان محظوظاً ومن ذوات الجدران الأربعة.. زوجاً ساكناً كان، أو مجرد "زبون متعة".

يدمن نوعاً أخر من "الحراك" غير ذاك الذى يسمونه "حراكاً سياسياً"، وإذا تعطلت قدراته عن الحراك، تصبح أحلامه الوردية "حبه زرقا" على بطاقة التموين، تقديراً من وزارة التضامن على مجهوداته، مسبوقاً بعبارة "من أجلك أنت".. لكن قطعاً "عواجيز الروتارى" سيلاحقونه فى الكوابيس.. هامسين: "قبل ما نزيد مولود نتأكد إن حقه علينا موجود".





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة