الدكتور سيد القمنى يوضح ما أثارته صحيفة الراية القطرية حول بناء كعبة فى سيناء: اقترحت تحقيق حلم السادات بمجمع أديان.. ولا علاقة لذلك بالكعبة المشرفة

الإثنين، 15 مارس 2010 12:20 ص
الدكتور سيد القمنى يوضح ما أثارته صحيفة الراية القطرية حول بناء كعبة فى سيناء: اقترحت تحقيق حلم السادات بمجمع أديان.. ولا علاقة لذلك بالكعبة المشرفة الدكتور سيد القمنى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لم يسبق لى أن تحدثت إلى صحيفة الراية القطرية التى أثارت الغبار كعادة قطر إزاء أى شأن مصرى، لأن الحوار الذى كنت طرفاً فيه كان لمجلة الإذاعة والتليفزيون المصرية، وكان الطرف الآخر الصحفى النابه أيمن الحكيم، وكان الحديث فى هموم مصرية بحت، أزمتها الاقتصادية و انتشار التطرف فى الشارع المصرى.

ولأن الزميل أيمن الحكيم كان مضطراً لاختصار حديث امتد لثلاث ساعات، فقد اختصره بحرفية وبما لا يخل، لأن ما حدث من خلل كان فى عيون محبى إثارة الغرائز الدينية وغبار الفتن، وفى عقول نهازين الفرص للنقمة، لمجرد النقمة، وأخص منهم بالذكر الشاب خالد الجندى، الذى لا يفوت فرصة إلا أسبغ على شخصى الضعيف من بديع قاموسه الأخلاقى، وعمل لنفسه من المشيخة قناة خاصة "يبرطع" فيها براحته، لأن ما قاله هذه المرة أو عند حصولى على جائزة الدولة التقديرية، لا يمكن وصفه بأكثر من البرطعة.

عن الأزمة الاقتصادية اقترحت ضبطاً وإشرافاً من الدولة على سياحة الآثار، لراحة السائح ومنع استغلاله من مافيا السائقين والتراجم وخيولهم وجمالهم، ناهيك عن المتسولين، ويمكن إضافة مصدر مالى آخر شديد الأهمية بالسياحة الدينية فى سيناء.

لقد أخبرنا القرآن الكريم أن الله سبحانه وتعالى قد ظهر للنبى موسى فى عليقة مضيئة بجبل سيناء المعروف الآن باسم جبل موسى إلى الشمال من جبل كاترين، وأنه بينهما يقع الوادى المقدس طوى الذى كلم الله فيه موسى تكليما، وأمره بخلع نعليه عند دخوله وادى طوى، بينما لم يأمرنا بخلع النعلين فى الحج للكعبة المكية، وهو المكان الذى تجلى الله فيه للجبل فجعله دكاً، وهو شأن لا تختلف عليه الديانات السماوية الثلاث. وأن إهمال هذا المكان الأقدس تقصير وخطأ جسيم دينياً ووطنياً واقتصادياً. فبالإمكان إقامة سياحة دينية فى هذا المكان لزيارات تقصده من كل بلاد الدنيا، رغبة فى التماس القداسة لا العبادة، وإن كانت العبادة جائزة فى أى مكان عدا الأماكن المدنسة . وهو أمر لو أحسنّا استثماره بذكاء وفطنة وخطة طموح، بإقامة الطرق المناسبة والفنادق والقرى السياحية والساحات العامرة، مع تليفريك يربط الجبلين بديلاً للسلم الخشبى الحالى المنهك للشباب، ناهيك عن الكهول، مع إقامة المعبد المناسب لمن شاء أن يصلى كل على طريقته، فكلها طرق تؤدى إلى الله، وفائدة أخرى هامة ستتحقق لأنه سيعمر وسط سيناء الأجوف الميت بما يحى أرضاً موات، ويضمن سلامة سيناء بتعميرها إزاء أى خطر قد يأتيها من الشرق.

الغريب أن قناة الجزيرة القطرية ومعها فضائيات كثيرة زارت الكعبة التى أقامها المغاربة فى بلادهم، وصوروا الحج إليها بحسبان الأرض كلها مسجداً طهوراً وأن الله سيراهم يحجون فى بلادهم كما سيراهم بمكة، وأن هذا هو استطاعتهم، ولم نسمع تعليقات واحتجاجات وتكفير كما يحدث مع القمنى كلما تفوه بكلمة ولو كانت فى مصلحة الوطن والناس.

واستخدمت تعبير كعبة حتى يقبله الذوق المسلم، ولأن الكلمة على المستوى اللغوى تعنى الغرض والمقصد والهدف، وهى ليست بديلاً لكعبة مكة التى علاقتنا بها هى علاقة فرض تعبدى، ستكون محل قداسة بدون شعائر وطقوس . وربما كان هذا كله فى ذهن الرئيس الداهية أنور السادات عندما طرح فكرة مجمع الأديان بسيناء، وهو رجل لا يشك أحد فى إسلامه وإيمانه.

فى ذات المجال سجلت اعتراضى للسماح العشوائى بالعمرة والحج السياحى الذى يضخ فى بنوك السعودية من أموال مصر الفقيرة حوالى ثلاثة مليار دولار سنوياً، فى رحلات مكوكية للأثرياء، ولو راجعت قوائم أسماء المعتمرين والحجاج سياحياً ستجد معظم الأسماء تتكرر، ويزاحمون الفقراء الذين لا يستطيعون إليه سبيلا إلا مرة واحدة بشق الأنفس، ولأنهم الفقراء فقد تم ضبط حجهم وتقنينه بطابور القرعة الطويل، بينما الأثرياء الذين يحتاجون إلى الغسل، والتنظيف السنوى من الذنوب، فهم يذهبون بمال نحن شركاء فيه لأنه مال الوطن، ويحوزون وحدهم الثواب دوننا، وضربت مثلاً بزمن عبد الناصر عندما احتاج المجهود الحربى إلى المال الوطنى، فأوقف الحج إلى السعودية عدة سنوات بقرار جمهورى. ومصر بحالها الراهن لا تستطيع سبيلاً إلى ضخ 3 مليارات دولار سنوياً فى بنوك السعودية.

فى النهاية ليس لى أن أنكر فرضاً من فروض الله أو أتدخل فيه، كل ما طلبته هو خير فى خير وليس فيه شر واحد، خير فى تقنين الحج السياحى تحقيقاً للعدل، وخير اقتصادى فى توفير دخل إضافى للمال القومى، وخير فى إعطاء مزيد من الفرص للفقير للحج الذى لا يستطيع إليه سبيلا بنظام القرعة، وخير فى إحداث حالة تسامح وسلامية بين الأديان، وخير بإعمار الأرض، وخير بإحياء أرض موات، وخير بتشغيل العمالة المصرية، وخير بحماية سيناء من الاعتداء عليها.

والناس والوطن من وراء القصد.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة