انتقدت صحيفة الإندبندنت البريطانية الإستراتيجية التى تتبناها إسرائيل فى التعامل مع الجهود الأمريكية، لتحقيق السلام فى الشرق الأوسط.
وقالت الصحيفة فى افتتاحيتها اليوم، إن هذه الإستراتيجية تتسم بالمخاطرة الكبيرة، فرئيس الوزراء الإسرائيلى حاول ونجح فى التعامل مع الجهود الأمريكية فى المنطقة بالحديث بلغة غامضة وسلسة حول حل الدولتين الذى تدعو إليه الإدارة الأمريكية، إلا أنه فى الوقت نفسه يسرف فى الوعود التى يقدمها لشركائه فى الحكومة من المنتمين إلى اليمين المتطرف ببناء مزيد من المستوطنات فى الضفة الغربية والقدس الشرقية.
وتمضى الصحيفة فى القول بأن الخلاف القائم حالياً بين نيتانياهو والولايات المتحدة يشير إلى أن هذه الإستراتيجية لم تعد تفيد، فالمناقشات الساخنة التى أجرتها وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون مع نيتانياهو فى مطلع الأسبوع أظهرت أن إدارة أوباما تشعر بأن إسرائيل قد تجاوزت الخطوط الحمراء بإعلانها عن خططها الاستيطانية الجديدة أثناء زيارة نائب الرئيس الأمريكى جو بايدن التى كان الهدف منها إعادة إطلاق عملية السلام من خلال الدعوة إلى مفاوضات غير مباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
وترى الصحيفة إن نيتايناهو مثله مثل كثيرين فى إسرائيل وحتى اليمين فى الولايات المتحدة، يعقدون الآمال على أن يكون أوباما رئيساً لفترة واحدة، يتولى بعده رئيس جمهورى موالٍ لإسرائيل، وهذا يقدم تفسيراً واحداً لما يبدو أنه تعمد من جانب إسرائيل لإذلال أوباما، لكن إذا كانت هذه هى الإستراتيجية، فإنها محفوفة بمخاطر كبيرة.
فقوة التحالف بين إسرائيل والولايات المتحدة تعتمد على الحزبين الجمهورى والديمقراطى، وهو ما يعنى أن على إسرائيل ألا تتخذ جانبا واحداً منهما فقط، فخطر النهج الذى يتبناه نيتانياهو هو أن الديمقراطيين ربما يبدأون فى النظر إلى إسرائيل على أنها ليست الصديق الأهم للولايات المتحدة، وهو ما يغير دينامكيات هذا التحالف بشكل كامل.
وربما يعود رئيسا جمهوريا إلى البيت الأبيض فى غضون سنوات قليلة، بحيث تتمكن إسرائيل من استئناف بناء المستوطنات دون الحاجة إلى الاعتذار، لكن لا يجب على الدولة العبرية أن تراهن على رحيل أوباما قريباً.
من ناحية أخرى، نشرت الصحيفة مقالاً للكاتب بروس أندرسون يتحدث فيه عن فشل الرئيس الأمريكى باراك أوباما فى جلب السلام إلى الشرق الأوسط، حيث يقول الكاتب إنه بعد أكثر من عام على تولى أوباما زمام السلطة، فإن تغييراً لم يحدث فى الشرق الأوسط، وهو ما أظهرته زيارة نائبه جو بايدن للمنطقة.
ويضيف الكاتب أن عدد من المسئولين الأمريكيين يشعرون بأن إسرائيل قد أهانتهم شخصياً ومن بينهم وزيرة الخارجية هيلارى كلينتون، ويرى أن الإدارة الأمريكية ليس بإمكانها معاقبة إسرائيل خاصة وأن الأخيرة مطلعة على خفايا السياسة الداخلية فى الولايات المتحدة، ربما أكثر من السياسة الإسرائيلية، وينقل أندرسون رأى البروفيسور الأمريكى فيليب بيجوت الذى يقول فيه إن نيتانياهو له من المؤيديين فى الكونجرس أكثر من مؤيدى أوباما نفسه، وذلك رداً على دعاوى البعض بأن أوباما قادر على إقامة دولة فلسطينية.
للمزيد من الاطلاع اقرأ عرض الصحافة العالمية على الأيقونة الخاصة به.
الإندبندنت: إسرائيل تتبنى إستراتيجية محفوفة بالمخاطر
الإثنين، 15 مارس 2010 05:10 م