آلاء فتحى تكتب: أعلم ولا أعلم لماذا !!!

الإثنين، 15 مارس 2010 02:19 م
آلاء فتحى تكتب: أعلم ولا أعلم لماذا !!!

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أقصى درجات العذاب هى التناقض النفسى والتى لا نعلم هل هى من صنع أنفسنا أم من صنع الحياة و نحن لا نشك أنها من صنع القدر.
ذلك القدر الذى يضعنا أمام مواقف تجعلنا نبحر فى التفكير كى نصل بأنفسنا إلى شاطئ الأمان
واليقين بعد إبحار طويل مع التفكير.
و أنا أبحر الآن ضد اعنف دوامة و أشد إعصار لأنى أبحث عن شئ لا أعرف أين سأجده
فأنا أبحث عنها لأننى أشعر بالازدواجية أشعر بالانقسام، بالنفاق، بالكذب، و لا أخفى عليكم أننى كثيرا ما أتعرض لمشاكل بسبب عدم وجود حل لهذا اللغز.
أين أنت أيتها الهوية التى جعلتنى أعيش على الهاوية
أين انت لتعلنى أمام العالم ماهى هويتى
أصبحت أعيش فى تناقض فى حياتى رغم أن سنوات عمرى التى لاتتعدى ساعات اليوم الواحد إلا أننى أبحث عن ذاتى فى حياتى التى أعيشها فى وطن وأعيش حياة أخرى فى وطن آخر وهو بيتى الذى يضم بين جدرانه أسرتى الصغيرة
نتحدث السودانية
نسمع الأغانى السودانية
نشاهد الفضائية السودانية
فى رمضان تجمعنا العصيدة
يروينا الحلو مر
نشم رائحة البخور السودانى
ليقطع حياتنا جرس التيليفون ليكون المتصل من أحد مواطنى البلد الأخرى ألا وهى (مصر)
ونتحدث معه المصرية ونخرج للشارع ونتقمص الشخصية المصرية
ونتعامل كأى مصرى على أرض مصر
و ما إن نقف أمام باب بيتنا السودانى، إلا ونخلع هذا القناع الذى أصبحت أمام حيرة هل هو قناع مزيف أم أنها الحقيقة التى أصبحت هى منهج حياتنا؟
أرحب بالحقيقة حتى و لو كانت مرة لأننى يكفينى أنى سأصبح مرتاحة البال، أذهب للنوم وأنا أعلم أين أنا ولأين أنا ذاهبة حتى ولو كان الاختيار هو التنازل عن ذكريات وحياة مضت وأنا وسط الحيرة.
لا أخفيكم سراً أننى بالفعل مزدوجة الهوية أحمل جنسيتى وادى النيل اللذين زرعا فى حياتى الازدواجية كما زرعا ضفتى النيل الواحد وكانا يسقيانى بالحيرة والعذاب.
الآن أنا أمام معادلة صعبة أبحث عن حل لها.
مابين الحياة فى مصر بالقناع المصرى وخلعه أمام بوابة بيتنا والاستمرار فى هذا التناقض، أو العودة إلى السودان كى أعيش فى بلد واحد داخل وخارج منزلى.
لاننى أعلم أن أبى السودانى لن يرضى أبدا أن أعيش مصرية فى بيتنا الذى تعرف أنه سودانى من أول خطوة به، وعلى يقين إننى أيضا صعب على التحدث بأية لهجة غير السودانية بين جدران البيت .
الذى عشت فيه أصعب لحظات التناقض، مابين الساعة الثامنة صباحا و أنا و أختى نعزف النشيد الوطنى المصرى، حتى الساعة الثالثة ونحن نتناول الكسرة والملاح على مائدة بيتنا
مابين حديثى لأمى بالسودانية وسماع أصوات الجيران المصرية تتعالى
مابين دندنتى لأغانى وردى وموبايلى يرن أنغام عمرو دياب
مابين السماء والأرض أبحث عن وطن
أبحث عن حنين
أبحث عن وجود واستقرار
وإذا خيرتوننى فسأختار الحياة فى السودان بمواصفات مصر أو الحياة فى مصر بقلب السودان
هل أحد قادر على أن يحل هذه المعادلة ؟
أترككم مع أبيات من الشعر كانت نتيجة عصف التفكير وأعتذر إلى جدى مسعد حنفى لما سيرد من أخطاء و أنا حفيدة هذا الشاعر رحمه الله
أعيش حياتى أسيرة التفكير
ولا أجد حل و لا أجد تغير
وأمنح نفسى هوية دون تبرير
و أقنع ذاتى بضرورة التمصير
لأخرج نفسى من بئر التفكير
و أعلنها أمام كل ضمير
وجدت هويتى وحدث تغير
فقد قررت التمصير
و لكننى تراجعت فى الوقت الأخير
و أعلنت أنى سودانية
دون أدنى تغييييييييييييييير
و نأسف لكل الجماهير
هذه ليست الهوية التى يجرأ أحد أن يحدث عليها تغير





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة