أنعى نفسى والأمة الإسلامية فقيدها الشيخ محمد سيد طنطاوى رحمه الله، ذلك الرجل الذى يعد من أبرز علماء الأرض، وعلماً من أجل العلماء المسلمين، ذلك الرجل الذى قدم أفكاراً وكتبا وتفسيرات أفادت بلا شك معظم المسلمين فى شتى بقاع الأرض، ذلك الرجل الذى حمل المنهج الوسطى، فكان بسيطاً رقيقاً عطوفاً رحيماً.
استحق الشيخ، رحمه الله، الجائزة الربانية التى أهداها له المولى من فوق سبع سماوات، تلك الهدية التى تمثلت فى أن يموت بأطهر بقاع الأرض ببلاد النبى محمد صلى الله عليه وسلم، بل ويدفن بجوار الصحابة الكرام رضى الله عنهم.
وجاء موت الشيخ بأراضى الحجاز ودفنه بجوار الصحابة رضى الله عنهم جميعا، دليلاً على حسن نيته وبياض سريرته، حتى ولو رأينا غير ذلك.. جاء دليلاً على أنه كان مخلصاً فيما قدم وفعل وكتب وقال، رحمه الله.
وجاء دفن الإمام بالبقيع دليلا أيضاً على صدق الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم الذى قال من عاش لشىء مات عليه ومن مات على شىء بعث عليه- أو كما قال- فقد أنهى الإمام حياته مدافعا عن الصحابة، وكان آخر المؤتمرات التى شارك فيها-وكان له دور بارز فيها– مؤتمر مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر، ودافع عن الصحابة ومكانتهم، وقام بالرد على المشككين فى علمهم، فكانت الهدية والمنحة الربانية أن يدفن بينهم فى البقيع الذى يضم أكثر من 10 آلاف صحابى.
وأريد أن أؤكد أن كلنا بشر يصيب ويخطئ وليس بيننا ولا فينا معصوم، لأنه لا معصوم إلا النبى صلى الله عليه وسلم.
نحن لا نزكى على الله أحدا، ولكن حسبنا الخواتيم.. رحم الله الشيخ.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة