تجدد الحديث فى الأوساط الثقافية المصرية عن تاريخ الجامعة الأمريكية بمصر وطبيعة عملها، وذلك بعد تصريحات "حسين جمعة" رئيس اتحاد الكتاب السوريين ونائب الأمين العام لاتحاد الكتاب العرب واتهامه لجائزة نجيب محفوظ بأنها جائزة مشبوهة لأنها صادرة عن الجامعة الأمريكية برئاسة "أرنولد فيلد" وهو يهودى صهيونى - كما ذكر جمعة - حيث أكد بعض المثقفين أن هدفها أولا وأخيرا استسقاء أنباء معينة عن مصر تحديدا وإرسالها للمخابرات الأمريكية، بينما رأى البعض الآخر أن تاريخ الجامعة الثقافى معروف ولايمكن تجاهله أو تشويهه لمجرد تكهنات بدون دلائل.
أكد الكاتب أحمد الخميسى أن تاريخ الجامعة الأمريكية معروف ولا يحتاج لجدل أو نقاش فهى منذ السنوات الأولى من إنشائها وهى معروفة بولائها للمخابرات الأمريكية ويوما بعد يوم تثبت لنا ذلك، كما أكد أن تصريحات "جمعة" الأخيرة ووصفه لها بأنها مؤسسة صهيونية ليست بجديدة.
وأشار إلى أن الجامعة تهدف من خلال مناهجها لإرساء أفكار ومعلومات معينة فى عقول الطلاب العرب والمصريين وتسعى لبلورة تيار محدد لخدمة أغراضها.
وأضاف الخميسى أن تلك المؤسسات الثقافية الغربية تريد أن تطمس ثقافتنا العربية وتمحوها، وحتى فى محاولاتها لمنح الجوائز للمبدعين العرب فهى تمنحها لأشخاص بعينهم استجابة لأغراض معينة لأصحاب تلك المؤسسات.
واتفق معه الناقد الدكتور سيد البحراوى قائلا "أرفض تماما جائزة نجيب محفوظ منذ أن علمت أنها صادرة عن الجامعة الأمريكية فهى مؤسسة مشبوهة ومعروفة بولائها للمخابرات الأمريكية وهذا متوقع وطبيعى من مؤسسة ثقافية غربية مزروعة وسط مجتمع شرقى، وليس المهم أن نعرف حقيقة رئيس الجامعة فمن فترة لأخرى يرأسها عضو بارز فى المخابرات الأمريكية ولكن الأهم أن نركز على دور المؤسسة وهو دور تجسسى أولا وأخيرا، وتركز على تشكيل وعى الشباب قادة مصر فى المستقبل حتى تضمن ولائهم لها وعدم الخروج عن طوعها"؟.
وعلى الجانب الآخر أكد الشاعر شعبان يوسف أن تاريخ الجامعة الأمريكية الثقافى عريق وحافل ولا يمكن اختزاله او تشويهه بسبب اتهامات بعيدة تماما عن الصحة وتفتقر للدلائل، ووصف "يوسف" تصريحات جمعة الأخيرة بشأن الجائزة بأنها فارغة، فالجائزة منحت بالفعل لأسماء مؤثرة مثل حمدى أبو جليل، خليل صويلح، يوسف أبو رية وهؤلاء لا يمكن اتهامهم بالتطبيع الثقافى أو التعاون مع كيانات صهيونية.
وأضاف "هذه المؤسسة الأكاديمية لا نستطيع أن نجزم بعمالتها أو نقول إنها تقوم بدور استخبارى، وإذا نظرنا لخريجيها نجد أنها تستوعب مختلف التيارات الفكرية فيدرس بها الليبراليون والمتطرفون من الوطنيين مثل جلال أمين وغيره كما أن هناك نماذج لها بصمة فى المشهد الإبداعى العربى، وافقت أن تترجم الجامعة أعمالها وأعتقد أنها لو كانت مشبوهة بالفعل ما كانوا طالبوا بذلك".
وأشار يوسف إلى أن الوقائع والأزمات التى اعتارت تاريخ الجامعة الأمريكية مؤخرا كانت جميعها ناجمة عن سلوكيات فردية لبعض العناصر اللذين أرادوا تشويه صورتها وخنق أى وسيلة للتعرف على الثقافة الغربية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة