يقدم الكثير من الأصدقاء والزملاء على الخطبة أو الزواج أو إنجاب الأطفال، فهل تعتقد أن الخطبة والزواج والحمل مؤشرات على التعافى من الأزمة الاقتصادية؟
فى رأيى أنه ليس للأزمة الاقتصادية أية تأثير على حياة الناس الخاصة، خاصة فى دولنا العربية!! لأن مسألة الإنجاب والزواج عند العرب وغيرهم من دول شرق وجنوب آسيا بما هو متوفر وموجود فى جيب هؤلاء البشر، لأن ذلك يرجع للعادات والتقاليد والأعراف التى تحكم تلك المجتمعات فالجهل هو الصديق والوجه الآخر للفقر!!
فالمثل الشعبى يقول: "العيال بتأتى برزقها"، "والأرزاق على الله"، "واللى جبهم مش هينساهم"، وخير الدليل على ذلك فبرغم ارتفاع أسعار الذهب الآن خمسة أضعاف ما كان عليه منذ سبعة سنوات ورغم ذلك فما زال الخطيب يشترى لخطيبته نفس عدد جرامات الذهب الذى كان قرينه الشاب يشتريه عندما كان يقدم على الخطبة منذ سبعة سنوات!!!
فهناك قرى مصرية حالياً يقوم أهل العروسة بشراء كل شئ بالثلاثة!، أى شراء ثلاث ثلاجات وثلاث غسالات وثلاث بوتاجازات....الخ، وإذا سألتهم لماذا كل هذا؟! فتكون الإجابة مصحوبة بابتسامه عريضة، هذا عُرف بلدنا وعاداتها!، فإذا اشترى بيت أبو إسماعيل من هذا الصنف وحدة واحدة منه فلابد لبيت أبو صلاح شراء وحدتين منه من نفس الصنف وعليه يقوم بيت أبو أحمد من شراء ثلاث وحدات، وتكون الحجة أن الغنى مثل الفقير فالكل واحد فى التقليد رغم الغلاء والأسعار المرتفعة لكل شئ!. وليس هذا هو الغريب وفقط، بل الأغرب من ذلك كله هو شراء أشياء لم تعد تستعمل داخل البيوت الحديثة والحالية، مثل شراء القلة والطبلية ولمبة الجاز ذات الشرائط والحصيرة والمطرحة، وذلك لأن العائلات ترفع شعاراً يقول: "من فات قديمة تاه"، وحتى يتجمع المستورد بجوار البلدى!
وتظل أسرة العريس وأسرة العروسة تدفع فى الأقساط المتراكمة عليها بسبب شراء الأجهزة والتجهيزات الكثيرة والمكلفة أما بالقسط، أو بالدين للناس، وكل ذلك بسبب الأصنام التى تملأ بها الشقق بدون داعى!
الإسراف الزائد عن الحد عند تجهيز البنات للزواج، بشكل خارج عن الشرع والقانون وحتى الأعراف التى كان الناس يعرفونها حتى سنوات قليلة ماضية!، وتظل المرأة سواء كانت أماً لعروسة، أو عروسة حديثة الزواج حاملة للهم والغم من كثيرة الديون!
فالاقتصاد وأزماته فى وادى وحياة الناس وعاداتهم فى وادٍ آخر!
