"زوجى رجل من مصر" رواية جديدة من تأليف الكاتبة الألمانية أنيليس إسماعيل، تسرد فيها قصة زواجها من رجل مصرى والتجارب التى مرت بها خلال حياتها مع شخص من بيئة ثقافية مختلفة وتحكى أيضاً عن تجارب نساء أوروبيات متزوجات من مصريين. وكتب صلاح سيلمان فى موقع الدوتشه فيله "صوت ألمانيا" أن رواية أنيليس إسماعيل عبارة عن سيرة ذاتية تركز على كيفية تعايش امرأة ورجل من بيئتين وثقافتين مختلفتين. وتعكس الكاتبة ذكرياتها التى تراكمت عبر السنين خلال حياتها المشتركة مع زوجها المصرى. الكاتبة توسع أفق الموضوع الذى تطرحه فى إطار قصصى من خلال إثرائه بتجارب عدد آخر من النساء الأوروبيات وجعلت من صفحات كتابها نوافذ على حياة خمس عشرة امرأة أوروبية يعشن فى مصر مع رجال مصريين.
وكان المترجم المصرى عادل عبد الجواد الذى نقل الكتاب إلى العربية، قال فى حديث صحفى للإذاعة الألمانية "إن الكتاب يجمع بين السيرة الذاتية والخيال القصصى" وقد أضفت ابنة المؤلفة منى جابرييل لمسات رشيقة على النصوص من خلال تنسيق وترتيب القصص التى عاشتها بطلات الكتاب. وينعكس الأسلوب السردى الرشيق فى الترجمة العربية للكتاب.
وكما يقول عادل عبد الجواد "إن التحلى بالأمانة المطلقة فى الترجمة، والالتزام بالفكرة والشكل الذى اختارته المؤلفة يعطى الكتاب الزخم المطلوب فى المصداقية التى تدخل قلب القارئ وعقله".
وتعود فكرة الكتاب إلى عام 2006 عندما تعرفت الكاتبة فى مدينة الإسكندرية التى تعيش فيها مع زوجها المصرى على سيدات من ألمانيا وسويسرا والنمسا وجنسيات أخرى متزوجات من رجال مصريين، وعندما تعرفت خلال الحديث معهن على نقاط مثيرة فى حياتهن الزوجية، خطرت لها فكرة جمع بعض هذه القصص مع قصتها الذاتية فى كتاب واحد.
واختارت قصص خمس عشرة امرأة تحتوى كل واحدة منها على عنصر الإثارة والمغامرة. وكانت الكاتبة قد تعرفت إلى هؤلاء النسوة بشكل جيد وجلست معهن أوقاتا طويلة، تعرفت خلالها على تفاصيل مثيرة فى حكاياتهن الشخصية، وأغنت كتابها بهذه التفاصيل التى تجتذب اهتمام القارئ.
تقول المؤلفة إن كل روايات الكتاب من صميم الواقع، لكنها فضلت أن تغير بعض التفاصيل والأسماء، بناء على رغبة بعض السيدات اللواتى يرد ذكرهن فى الكتاب، ثم تشير المؤلفة إلى أن السيدات اللواتى تحدثت إليهن وكتبت قصصهن هن صديقات لها تزوجن وعشن وأنجبن أطفالاً فى مصر. وقد نشأ الأطفال فى ظل ظروف صعبة، تشكل القاسم المشترك فى حكايات وفصول الكتاب المختلفة، لكن الحب الذى جمع بين القلوب هزم الصعاب وانتصر واستمرت الحياة بحلوها ومرها.
تحكى المؤلفة عن قصة حبها التى توجت بالزواج من اسماعيل. كانت قد تعرفت عليه فى أحد أيام عام 1965 وبعد زواجها عاشا فترة طويلة فى ألمانيا، ثم انتقلا للعيش فى الولايات المتحدة الأمريكية وبعدها إلى فرنسا، وبعد هذا التنقل فى شتى بلدان العالم حط بهما الرحال فى وطن الزوج مصر، حيث استقرا بشكل نهائى.
وعندما تتحدث الكاتبة عن تجربتها فى الحياة تقول: "كانت حياة رائعة وثرية ومتنوعة، لكن واجهتنا صعوبات ومشاكل نجمت عن اختلاف الثقافة والبيئة واختلاف الرخاء فى الموطن الجديد مصر عنه فى ألمانيا. "وتتشابه هذه المشاكل والصعاب مع تلك التى واجهتها النساء اللواتى تروى إنيليس إسماعيل قصصهن فى الكتاب، فعندما تحدثن عن حياتهن فى مصر، عبرن عن صعوبة العيش فى مجتمع غريب عنهن، وعن صعوبة تعلم اللغة.
تدور معظم قصص الكتاب حول زواج رجل مسلم بامرأة مسيحية، وحيث يشكل اختلاف الطقوس والعادات الاجتماعية والدينية أكبر التحديات التى تواجه بطلات القصص. لكنهن يثبتن مقدرة على مواجهة الصعوبات من خلال الحب والتسامح، الذى يمهد لاستمرار الحياة المشتركة فى ظل التناقضات المختلفة. لكن المؤلفة تسرد فى الوقت نفسه قصصاً انتهت بالفشل وبانفصال الزوجين بسبب مشاكل يتعذر تجاوزها. من بينها مثلاً حالات نساء ألمانيات يسكن فى قرى دون تيار كهربائى أو ترغمهن الظروف على السكن مع الزوج مع أسرة كبيرة، فيفقدن بذلك كل مجال للحياة الخاصة.
كتاب "زوجى رجل من مصر" لا يخلو من الطرافة، فهو يحكى مثلاً قصص أسر مصرية ألمانية كانت تربط قرار العودة الى مصر بشراء سيارة او سيارتين من طراز مرسيدس لبيعها فى مصر، والاستعانة بحصيلة البيع فى إقامة مشروع ما يدر دخلا معقولاً يؤمن حياة الأسرة فى مصر. وفى طى السرد القصصى لحكايات نساء ألمانيات ونمساويات وسويسريات متزوجات من رجال مصريين يتعرف القارئ على بعض الجوانب السلبية للمجتمع المصرى مثل تسلل الضعف إلى صلة الأرحام والتضامن الاجتماعى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة