عبد المنعم فوزى

حاسب على كلامك

السبت، 13 مارس 2010 07:16 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بيقولك القسيس الفلانى أسلم والشيخ العلانى تنصر.. كلام كتير بيتردد وينتشر بشكل بشع، المشكلة إزاى تعرف وتتأكد من أن الشيخ فلان الفلانى الذى يحكى لك قصة تحوله للإسلام كان قسا بالأساس، نفس الحكاية فى قصة الشيخ الذى تحول عن الإسلام معلنا أنه تنصر وأصبح مسيحيا. السبب أن المناخ الطائفى والتشدد الدينى اللى بنعيشه منذ سنوات جعل المشكلات والتحرشات بين المسلمين والمسيحيين مثل شرب الشاى أو تدخين الشيشة حاجة عادية كدة. حقيقى أنا لا أحب أن أكتب فى مواضيع هلكت بحثا وكلاما والحكاية مش ناقصة ولكن مع انتشار وتفشى مشاعر الشك والفتنة بشكل خبيث ومتصاعد،النتيجة أن كل فريق متشدد يبحث عن وسيلة مبتكرة لإغاظة الطرف الآخر وتأكيد أن الدين الذى ينتمى إليه هو الأفضل والأبقى والأكثر إيمانا وإقناعا،الحكايات دى بيسوق لها على الإنترنت عناصر دينية متطرفة فى كل فريق وللمواقع المتشددة اليد الطولى فى انتشار هذه القصص. بجد أنا مش عارف أقول أيه فى المشكلة دى لأنها مش مشكلة دين وإنما قلة دين الدليل أنها حالات فردية ولو عايز تشوف الفتنة الطائفية بجد شوف اللى بيحصل فى الصين والفلبين بين المسلمين والمسيحيين وكيفية اضطهاد الأطفال المسلمين عندما يدخل المدرسة يرمى عليه زبالة وهو ماشى فى الشارع، الكبار يتم منعهم من العمل فى الحكومة ومنعهم من الوصول للرتب والمناصب ومافيش حد بيتكلم أو يدافع عنهم. شوف عندنا هتلاقى المسيحى ياخد حريته فى مصر سواء فى التعليم والسفر أو المرتب والوظائف والترقية، المعاملة واحدة سواء من ناحية الحكومة أو من ناحيه الشعب،الاتنين بيتعاملوا على أنه مواطن بغض النظر عن ديانته.المشكلة أن ما يحدث فى صعيد مصر حالات فردية أو تعصب قبلى نتيجة لعادات هذه المنطقة، فمثلا تجد هناك الثأر حتى بين المسلمين وبعضهم لكن لما تلاقى ثأر بين عائلتين مسلمة ومسيحية نقول فتنة ليه ماتعرفش، ده شغل أجهزة على مستوى عالٍ ومتقوليش أنه فكر قديم ومتأثر بنظرية المؤامرة. طبيعى مجتمع زينا فيه مسلم ومسيحى يحصل بينهم اغتصابات قتل وسرقة شىء طبيعى زى ما بيحصل بين المسلم والمسلم وزى ما بيحصل بين المسيحى والمسيحى لكن لما بيحصل بين المسلم والمسيحى بنقول فتنة وده الغلط .الدليل أن الفتنة الحقيقية بنشوفها فى إيران، شوف السنة هناك ازاى، شوف الفتنة فى الفلبين شوفها الآن فى نيجيريا والتى راح ضحيتها 500 قتيل وآلاف من المصابين والمشردين، كما قتل أكثر من 500 آخرين فى يناير الماضى ولم نشهد أى اعتراض أمريكى عما يحدث هناك.

عارفين ليه؟لأن 20 فى المائة من صادراتها البترولية تذهب إليهم، رغم عدم ميلى إلى الإغراق فى الإيمان بنظرية المؤامرة إلا أننى أدرك تماما أن التاريخ يعيد نفسه وكثيرا ما تتكرر أحداث بعينها تدل على تواصل الفكر واستمرار التخطيط مهما كان طويل المدى ومهما كانت خطواته بطيئة. النتيجة أننا نردد أن هناك فتنة بين المسلمين والمسيحيين وكلنا فى مركب واحد الفتنة موجودة فى كل مكان بالأرض، صحيح يوجد متعصبون كثيرون فى الطرفين وأقباط المهجر يولعون الموضوع لفوائد شخصية ويحتاجون لوجود العقلاء وهم كتيرأيضا. حقيقى توجد مشاكل ولكن ليس كما يصورها الغرب. معظم المسلمين والمسيحيين يتعايشون معا يجمعهم نفس المشاكل والهموم وجوههم تحمل نفس الملامح لا تستطيع التفريق بينهم. الحل أن نتوحد قبل زيادة نار الفتنة ونعلم أن مصر مستهدفة فنحافظ عليها.

البداية من داخل الجوامع والكنائس لابد من التوحد وزرع الحب. السبب أن الفتنة لو اشتعلت لن يستفيد منها سوى أعداؤنا، فمعى يسكن أخ مسيحى من أكثر من 50 عاما والله لم أشعر يوما باختلاف معه فى شئ لدرجة أنه يصوم معى ولم أشاهده يوما يأكل فى شهر رمضان ونحن صيام وأعيش معه فرحته فى عيده كما يعيش معى فى العيد وننزل معا ولا فرق بين الأعياد. فليه بنحاول ندخل الدين فى مسألة كلها من أولها لآخرها لعب عيال وانحراف شباب مالوش دعوة بالدين لو سيبنا أنفسنا لهذا التهريج دى لاتخربت البلد.المطلوب تغير طرق التفكير المريضة والمبالغة غير الموضوعية وغير الواقعية واللى بتلغى العقل والمنطق وكمان الحقد والكره ورفض الآخر والهمجية والغوغائية باسم الدين والتعصب المريض وعدم الخوف على مصر اللى حضنانا كلنا وساعدتها لا التشريع حينفع ولا القانون حيمنع ولا الشرطة حتحمى والنار حتولع فى الكل .

* نائب رئيس تحرير جريدة الجمهورية.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة