رغما عنها يبدأ يومها من بعد صلاة الفجر يوميا فى الصيف والشتاء، تسافر من قريتها إلى نجع حمادى المدينة التى تبعد عنها 8 كيلومترات سيرا على الأقدام، لتبدأ وردة أبوالسعود بكرى 29 سنة فى شراء الخضار من المزارعين، ثم تعود إلى قريتها مرة أخرى لتبيع الخضار الذى تنفق منه على أسرتها الكبيرة.
تتحدث وردة عن حياتها، تقول: «مات أبويا وأنا عندى 12 سنة، واضطريت أخرج أشتغل عشان أصرف على إخواتى التسعة اللى اصغر منى، ومنهم ولدين واحد منهم خرج من حوالى 7 سنين يشترى عيش من جنب محطة القطر، والناس جبهولنا ودراعه فى شوال معاه، وعرفنا إنه وقع، والقطر قطع دراعه، أما أخويا التانى فوقع زمان على دماغه، وجاله مرض غريب فى عظامه بسبب الوقعة، بقت أجزاء من ظهره تتضخم، ومبيقدرش يشيل حاجة، وفضل أكثر من 3 سنين يتعالج، ودلوقتى بقى معاق زى أخويا اللى دراعه اتقطع، أما إخواتى البنات فكلهن صغيرات، كان نفسى اخواتى يكملوا تعليمهم عشان أنا معرفتش أتعلم بسبب الظروف، وأمى تعبت كتير، وشافت كتير بسبب مرض إخواتى، فضلت تجرى بيهم من مستشفيات هنا وفى مصر، وآهى رضيت بالأمر وفضلوا إخواتى معاقين عشان مش معانا نصرف على علاجهم، كانوا هيبقوا سندنا الوحيد فى الحياة، لكن ما باليد حيلة».
وردة التى أفنت زهرة حياتها فى بيع الخضار لإعالة أسرتها ولم تتزوج حتى الآن على عكس عادة أهل الصعيد خاصة فى القرى، كل أملها أن تجمع مبلغا من المال لكى ترمم به الغرفة التى يسكنون فيها، تقول: «اللى شفناه عمر ماحد شافه، شفنا الغلب فى كل لحظة عشناها، حتى الأوضة الوحيدة اللى سترانا، وبننام فيها إحنا العشرة على الأرض خايفة فى لحظة توقع علينا، سجلنا اسمنا فى كتير من الجمعيات الخيرية اللى وعدتنا تحل مشكلتنا بس الأوضة هتقع علينا مش هتستناهم وفيه جمعية بتدينا عشرين جنيه فى الشهر إعانة، وأنا كل يوم بطلع من بيع الخضار بحوالى 7 جنيه، لكن ح أعمل إيه لازم أضحك، بس من غلبى».
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة