معركة «الديب - أبوشقة».. إما العودة بهشام إلى حبل المشنقة أو كشف أسرار أخطر قضية فى مصر؟!

الجمعة، 12 مارس 2010 03:02 ص
معركة «الديب - أبوشقة».. إما العودة بهشام إلى حبل المشنقة  أو كشف  أسرار أخطر قضية فى مصر؟! فريد الديب
محمد الدسوقى رشدى - تصوير: ماهر اسكندر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
راهن البعض من جمهور الرأى العام على أن الأمور قد تسير فى طريقها الصحيح ولو لمرة واحدة، بينما كان أغلب هذا الجمهور يواصل إصراره على أن طريق هشام طلعت مصطفى لحبل المشنقة كله مطبات وعرة وأعمال إغلاقه تجرى على قدم وساق فى المنطقة التى تسبق منصة الإعدام بخطوات، إذ هو قارب منها قطعوا الطريق وعادوا به إلى حيث نقطة البداية بحثا عن طريق أكثر سلامة بالنسبة لهشام طلعت على الأقل..
محكمة النقض أعلنت فى نهاية الأسبوع فوز أصحاب تلك الأطروحة الأخيرة ليثبتوا للجميع أن الكلمة العليا فى مصر مازالت للمتشائمين الذين لا تبهرهم البدايات الجيدة ولا تزغزغ عقولهم التصريحات الأولية التى خلقت خصيصا من أجل امتصاص حماس الرأى العام.

الذين راهنوا فى البداية على حبل المشنقة استسلموا بسرعة بعدما انتصرت حيل المحامين لهشام طلعت مصطفى ومحسن السكرى وانضموا بسرعة إلى بقية جمهور الشارع ليبدأوا مع الرأى العام فى رسم خط سير واحد فقط لقضية هشام طلعت مصطفى، خط سير به الكثير من المنحنيات ولكن عند نقطة نهايته توجد البراءة أو ما يشبهها من الأحكام المخففة.. هذا ما يرسمه رجل الشارع الآن لقضية هشام طلعت مصطفى، وهذا ماينتظره هشام طلعت ومحسن السكرى وينتظره أهاليهم الذين طلت الثقة بقوة من أفراحهم بعد جلسة النقض، ولكن على بعد خطوات منهم تبدو آثار جديدة لخط سير آخر له نهايتان كلاهما أمر من المرارة نفسها.. النهاية الأولى هى العودة بهشام طلعت مصطفى ومحسن السكرى إلى حيث توجد منصة الإعدام مرة أخرى، والنهاية الثانية كارثية بالنسبة للجميع لأنها تتعلق بكشف تفاصيل وأسرار وكواليس قضية هشام وسوزان التى تعتبر أخطر قضية شهدتها مصر فى السنوات الأخيرة وهو كشف قد يقلب كافة الترابيزات فوق بعضها خاصة ونحن نتكلم عن إمبراطور الإسكان القريب من السلطة وعضو لجنة السياسات ولاعب كبير فى سوق الاستثمار العربى وطرف مشارك فى الصراعات الكبرى لعالم البيزنس.. تلك الصراعات التى تبدو واضحة ولكن لا يمكن إثباتها إلا من خلال الصدف أو انشقاق الجبهات وتحول الحلفاء إلى أعداء كما يحدث فى جبهة دفاع هشام الآن.

أى من النهايتين السابقتين سيبقى الوصول إليه قائما طالما ظلت الصراعات مستمرة داخل هيئة الدفاع عن هشام طلعت مصطفى، هذا ما تقوله السوابق القانونية وهذا ما يقره العرف وما تقول به الأمثال الشعبية التى أكدت على أن المركب اللى عليها رئيسين بتغرق، فمابالك ونحن نتكلم عن اثنين من عتاولة المحامين فى مصر كل واحد فيهما اعتاد أن يقود مركبة بمفرده وكل واحد فيهما لديه من الاعتزاز بنفسه ما يكفى لحرق الآخرين، وكان واضحا منذ البداية أنهما ارتضيا العمل معا تحت ضغوط أسرة المتهم وإغراءات الاسم الكبير لهشام طلعت مصطفى وملياراته الكثيرة، وإغراءات القضية نفسها بالنسبة لمحامين من نوعية فريد الديب وبهاء أبوشقة اعتادوا دائما على التواجد فى بؤرة الضوء، فتحول الضوء الذى يبحثون عن الوقوف فى مواجهته وتحت أنوار شهرته لعنة قد تطيح بأحلام هشام طلعت مصطفى أو قد تربك السوق السياسى والاقتصادى إذا لم تتم تسوية الأمور بينهما.

المعركة الدائرة الأن وبوضوح بين فريد الديب وبهاء أبوشقة لا يمكن أن تكون أبدا فى صالح موكلهما هشام طلعت مصطفى بعد أن تحول أبناء الجبهة الواحدة إلى ضدين يسعى كل واحد فيهما إلى نسب فضل قبول النقض لنفسه، ويهرول كل واحد فيهما لوضع خطط هدفها الإطاحة بالآخر، وواضح جدا أن رائحة تلك الخطورة قد نفذت بحيث أنها أقلقت هشام طلعت مصطفى نفسه داخل محبسه ودفعته إلى إصدار بيان ينفى فيه خروج أبوشقة من هيئة الدفاع عنه ويرسل شقيقته سحر لتطارد الرجل من أجل تهدئته بعد كلام فريد الديب عن عدم حاجته للعمل مع أبو شقة، وهو ما جعل بهاء أبوشقة يتعامل مع بيان هشام طلعت على أنه انتصار له على خصمه فريد الديب حينما قال: (إن هشام طلعت مصطفى حسم الخلاف واختارنى لاستكمال الدفاع عنه فى الجولة القادمة، وأوضح أبوشقة أن هشام طلعت طلب مقابلته فى أقرب وقت لمناقشة خط سير القضية فى المستقبل، مشيرا إلى أنه رفض التصالح نهائيا مع فريد الديب، ومؤكدا على أنه يستحيل أن تجمعهما هيئة دفاع واحدة).

كلام أبوشقة تكرر على لسان فريد الديب بصيغ أخرى مختلفة ولكنها تحمل نفس المعنى فى النهاية وهو أمر يهدد استقرار فريق الدفاع عن هشام طلعت مصطفى فى تلك المرحلة الحرجة من القضية خاصة أن الدكتورة آمال عثمان الطرف الثالث البارز فى فريق الدفاع لوحت من قبل بالانسحاب بسبب الخلافات بين فريد الديب وأبو شقة، وهى الخلافات التى تتصاعد مع مرور الوقت وتفشل كل محاولات التهدئة فى وأدها بدليل أن الصراع الذى كان صامتا فى جلسة النقض الأولى التى شهدت حالة انفصال تام بين جبهة الديب وجبهة أبوشقة لدرجة أن كل جبهة جلست فى منطقة بعيدة عن الأخرى دون أن يتبادلوا أى كلمات، هذا الصراع الصامت تحول الآن وبعد جلسة النقض الأخيرة إلى صراع علنى وحرب ساخنة يؤكد كل طرف فيها على أنه صاحب الفضل فى إنقاذ رقبة هشام من حبل المشنقة دون أن يفطنوا إلى أن انشغالهم بتلك الحرب الشخصية قد تعود برقبة هشام إلى حيث حبل المشنقة فى ظل حالة اللخبطة التى تحيط بالقضية، أو قد تكون تلك المعركة سببا فى حدوث ما هو أخطر وهو تسريب بالخطأ لكواليس وتفاصيل القضية التى سعى الجميع سواء هشام أو الدولة أو القضاء لوضعها فى طى الكتمان طوال الفترة الماضية حفاظا على أسرار معاملات اقتصادية ضخمة، وأنتم تعلمون بالضرورة أن المحامى هو بئر أسرار موكله، وفى قلب حالة التراشق الكلامى بين جبهتى الدفاع وارد جدا أن يسعى أحدهما للانتقام من الآخر عبر ذكر تفاصيل تفضح أسرار القضية الأخطر فى مصر، ووارد أن يتم ذلك بدون قصد فى محاولة من أحدهما للرد على الآخر وإثبات للرأى العام أنه كان يعرف أكثر وكان يقود الدفة بدليل امتلاكه لتلك المعلومات الضخمة، أعلم طبعا أن الأستاذين فريد الديب وبهاء أبوشقة من الكبار الذين يعرفون جيدا أماكن الفخاخ ولا يسقطون فيها بالساهل، ولكن مالا يعلمانه هو أن لحظات الغضب لا تفرق بين كبير وصغير وحويط وعبيط، وأعرف أيضا أن وسائل الإعلام المختلفة ستسعى لتغذية تلك المعركة واللعب على وترها خلال الفترة القادمة فى محاولة لفك ألغاز وشفرات القضية التى ظل الاقتراب من جلساتها وتفاصيلها أمرا عسيرا لفترة طويلة فهل ينجح هشام طلعت مصطفى فى احتواء الموقف وإعادة ترميم صفوف خط دفاعه قبل المباراة القضائية المقبلة؟ أعتقد أن البيان الذى صدر ظهر السبت الماضى هو بداية محاولات هشام طلعت لإصلاح الموقف وإرضاء الطرفين من أجل إنقاذ رقبته وإنقاذ أسرار إمبراطوريته.. وذلك لو تعلمون هو الأهم!






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة