اعتبرت جماعة الإخوان المسلمين الاعتقالات التى مازالت مستمرة بين صفوفها حتى بعد صلاة الجمعة، أنها ردا من النظام على رفض الجماعة الانتهاكات الإسرائيلية ضد الأقصى، وربطت الجماعة بين حملة الاعتقالات ومنع المظاهرات التى تنظمها الجماعة فى عدد من المحافظات.
وواصل الأمن مواجهاته واعتقاله لأعضاء الجماعة فى كل من الشرقية والإسماعيلية والمحلة الكبرى والقاهرة، وذلك عقب صلاة الجمعة التى خرج فيها عدد كبير من أعضاء الجماعة للتظاهر ضد الممارسات الإسرائيلية بحق المسجد الأقصى، وضد الصمت العربى الرسمى تجاه المخططات الإسرائيلية، ووصل الأمر إلى احتجاز صبرى خلف الله عضو مجلس الشعب عن الإخوان بالإسماعيلية لساعات فى سيارة الترحيلات مع 50 آخرين من المتظاهرين، إلا أن إدارة الأجهزة الأمنية أفرجت عنه بمجرد علمها أنه عضو مجلس شعب، ومن المعتقلين د.محمد طه وهدان مرشح مجلس الشعب 2005، فيما تم احتجاز الآخرين وذلك عقب تنظيمهم وقفة احتجاجية أمام مسجد أبو المجد بجوار المحافظة.
وردد المتظاهرون فى الزقازيق بالشرقية ومنوف بمحافظة المنوفية والمحلة الكبرى بالغربية والجامع الأزهر بالقاهرة وهتافات مثل: "ع الأقصى رايحين شهداء بالملايين"، و"يا فلسطينى يا فلسطينى دمك دمى ودينك دينى"، مع بعض اللافتات مثل: "الأقصى مسجدنا لا هيكلهم"، "الأقصى يستغيث.. أين أنتم يا مسلمون؟".
وأكد د.محمد مرسى المتحدث الرسمى باسم الإخوان أن هذه الحملة التى طالت 42 عضوا فجر اليوم وأكثر من 30 آخرين عقب صلاة الجمعة تعبر عن مواصلة النظام فى إسكات أى صوت يقول لا، مشيرا إلى أنهم أرادوا أن يعبروا عن إرادة الشعب فى استنكار ما يحدث من انتهاكات للمقدسات الإسلامية فى الأقصى، لكن النظام لا يسمع إلا صوته وصوت الرضوخ، مما يدل على فشل النظام فى إدارة الخلاف فى الرأى، مع مواصلة الأجهزة ارتكاب المخالفات للقانون والدستور، وممارسة العنف والضغط وإهدار حقوق الإنسان لمنع أى حراك فى المجتمع.
وأوضح مرسى أن الإخوان لا يعبرون عن أنفسهم فى قول لا للصهاينة ونعم للمقاومة والمسجد الأقصى، مشددا على أن ما يتم من اعتقالات وتضييق ضدهم لن يوقف مسيرتهم، معتبرا أن أبلغ رد على الصمت العربى والخضوع هو إعلان إسرائيل عن بناء مستوطنات ووحدات سكنية جديدة فى القدس فى توقيت أعلن العرب رسميا قبولهم للتفاوض مع إسرائيل، وفى وقت زار فيه مبعوثى باراك أوباما سواء جورج ميتشيل أو بايدين، ليكون الأمر فى النهاية الذى لم يدركه الحكام العرب أنهم يقولوا ما يشاءون وإسرائيل تفعل ما تريد، موضحا أن لهذا تقف الشعوب فى جانب والإخوان المسلمين منهم والأنظمة الرسمية فى جانب آخر معادٍ لإرادتهم.
ولفت مرسى الانتباه حول السبب فى اعتقال عدد من مرشحى مجلس الشعب الماضية وأعضاء سابقين فى الحملة الأخيرة، بقوله إن النظام يتصور أنه بهذا يمنع أو يغلق الباب أمام من هو محتمل ترشيحه، مضيفا أن قرارهم بشأن انتخابات الشورى لم يتم حسمه بعد، معتبرا أن هذه الاعتقالات والتصرفات تدل على الارتباك والفشل فى المنافسة واللجوء للعصا الغليظة التى يمتلكها النظام وهى الأمن والاعتقالات.
ونفى مرسى احتمالات عدم خوض الإخوان انتخابات الشورى، كما نفى وجود ما يسمى بالصفقة التى ادعاها البعض مؤخر، قائلا "نقولها منذ عقود إن كلمة صفقة غير موجودة فى قاموس الإخوان".
يأتى هذا فى الوقت الذى شنت فيه أجهزة الأمن حملة اعتقالات موسعة فجر الجمعة، طالت أكثر من 42 من قيادات وأعضاء الجماعة أغلبهم من مسئولى مكاتب إدارية ومسئولى نقابات مهنية فى أربع محافظات فى الجيزة والمنوفية والدقهلية والشرقية، وعدد كبير ممن سبق لهم الترشيح فى انتخابات الشعب الأخيرة وأعضاء سابقين بالبرلمان.
معتقلو الإخوان يقتربون من 70 قياديا ضمنهم برلمانيون سابقون ونائب حالى.. والجماعة تعتبرها دليلاً على "ارتباك النظام"
الجمعة، 12 مارس 2010 04:16 م