محمد دهشان يونس يكتب: وللثقافة وجه آخر!!

الجمعة، 12 مارس 2010 07:34 م
محمد دهشان يونس يكتب: وللثقافة وجه آخر!!

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نعم.. وللثقافة وجه آخر، وجه يحمل كل المزايا والأخلاق والتربية الإلهية الكريمة التى من الله علينا بها، ومن على عقولنا بالتميز فى قراءتها، أن من يبحر فى المياه الراكدة للوصول لمعنى تلك الكلمة بين المعاجم يجد أنها مشتقة من كلمة لاتينية تعنى (يزرع الأرض)...!

يا له من تفسير يوضح ما أريد أن أكتب، وأبلغ من أى كلمات يمكن للمرء أن يدافع بها عن الثقافة، لقد أشمل وأوفى هذا المعنى بكل ما يحمله من قيم، وأخجلنا أمام أنفسنا لعدم التيقن بأنه صاحب الخروج من النفق المظلم لعقولنا. معنى يكاد ينطق بكل اللغات، ليغرس فى عقولنا الثقة بالنفس والثقة بثقافاتنا، يُلزم النفس بالتفوق فى كل نواحى الحياة، ولا يتوقف أبداً عن الاجتهاد فى الحصول عليها.

إن ما تشهده ثقافتنا العريقة وعلمنا بها هذه الأيام يسيطر عليه تشوه ثقافى ناتج عن كثرة المعلومات ومصادرها التى أصبحت تأتينا من كل زاوية فى حياتنا، وفى كل صباح ومع كل حركة لأجسادنا، وأصبح العالم بأسره والعقول جميعها أسيرة تلك الثقافات والمعلومات المشوه والمشوشة دون التأنى فى مصدرها الحقيقى الذى قد يكون برىء من تلك المعلومة الخاطئة، لقد فقدنا الثقة بكل ما تقرأه أعييننا وتناسينا أن فقدان القدرة أو ضياع الفرصة لن يعوقنا، بل فقداننا الثقة بالنفس هو الذى يعوقنا ويعوق تقدم ثقافاتنا، ولعل عدم معرفتنا بتفسير هذه الكلمة الرنانة التى تحمل بين حروفها أسمى الكلمات هو السبب الرئيسى فى التخلى عن ذلك الوجه الحقيقى المثمر، والوقوع فريسة لهذا الوجه المشوهة.

حقا إنها التذوق المتميز للفنون الجميلة والعلوم الإنسانية، حقا إنها الثقافة عالية المستوى. حقا إنها النمط المتكامل من المعرفة البشرية، والاعتقاد، والسلوك الذى يعتمد على القدرة على التفكير الرمزى والتعلم الاجتماعى. دون أن نتجاهل أنها تحمل بين سطورها الذهبية مجموعة من الاتجاهات المشتركة، والقيم، والأهداف، والممارسات التى تميز الإنسان وتجعله ذا قيمة ثقافية.

دعونا نعترف بأننا نعانى من تشوه ثقافى، ناتج من أناس خلقوا ليختلفوا فقط، أناس يرمون بشوائبهم فى بئر ثقافتنا وهم لا يدركون أنهم قد يشربون منه يوما، وأن ما تشهده العقول الناشئة والتى ما زالت تتلمس طريقها إلى النجاح، تعانى بشكل مباشر من ذلك التشوه، وعدم المصداقية فى الطرح والتحليل والنتائج لكثير من ثقافاتنا وآرائنا النيرة، مما يجعلها حبيسة داخل نفسها مقيدة بسلاسل فكرية خاطئة، محكوم عليها بالمثول أمام ضمائرها، وهى لا تعلم كيف تدافع عن نفسها.

لقد حان الوقت أن نقف بجانب هذه العقول الشابة، وأن نصحح لهم مفهوم الثقافة والغرض من التكيف مع معلوماتها النيرة الصحية والصحيحة، ونؤكد له على أن أول خطوات الانتصار هى المحاولة، وأن نعينه على أن يعيش حياته بكل الطرق التى تجعله تكتسب، ويحتفظ باحترام وتقدير الناس، وأن نجعل من تبادل الثقافات وجه آخر يحمل قيم بلادنا وقيمنا العربية المليئة بالطموحات والفكر المستنير. لعلهم يؤمنون يوما بأن الحياة مليئة بالحجارة وعليهم جمعها وجعلها سُلما يصعدون به إلى النجاح لا للتعثر فيها.

أخى القارئ.. اقرأ فى قول المولى عزوجل فى كتابه الكريم:

(اقرأ وربك الأكرم* الذى علم بالقلم* علم الإنسان مالم يعلم)، لكى تعلم تماما بأنه لا يوجد من هو أفضل منك، ولكن هناك بعض الأشخاص أكثر تطوراً ومعرفة فى بعض المجالات، لذلك أجزم بأنك لست بحاجة لأن تكون مختلفاً عما أنت عليه الآن، لكنك تحتاج أكثر لأن تكون نفسك بالفعل.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة