فاطمة خير

جدل النساء

الجمعة، 12 مارس 2010 03:01 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
«ربُ ضارةٍ نافعة».. صحيح أن الأزمة التى نتجت عن رفض غالبية قضاة مجلس الدولة لتعيين المرأة قاضية؛ هى فى حد ذاتها مدعاة لجدل كبير، جدير بتفجير قضايا كثيرة ومتنوعة يمارس الجميع خطيئة السكوت عليها، إما تجنباً لسخط متوقع، أو عملاً بسياسة «تكبير الدماغ» عما هو من مصلحة المجتمع المصرى بالضرورة؛ إلا أن ميزةً حقيقية تولدت عن هذه الأزمة (التى جاءت مؤلمة فى جوانب منها )، فقد تولد عنها مناقشات - على كثرتها - متنوعة وعميقة، وعكست بشكلٍ واضح للغاية حقيقة الرقى الذى لا يزال المجتمع المصرى يحظى به.

قد يعتقد البعض - وهو صحيح فى جانب كبير منه، أن الأزمة إن كانت قد عكست من شىء؛ فهو النظرة التى أصبحت متدنية للمرأة المصرية، وحسب، وهذا صحيح، لكن من العدل والواقعية أن ننظر إلى الجانب الإيجابى، فالأزمة التى كانت شاشات التليفزيون - وتحديداً - برامج »التوك شو » شاهداً رئيسياً عليها، استطاعت أن تقدم للجمهور العربى، ضيوفاً أكثر علماً ووقاراً، امتلأت بهم فجأة شاشات هذه البرامج على كل المحطات بلا استثناء، يتناقشون بالحجة والقانون، كلٌ وفقاً للرأى الذى يتبناه، وهو ما يحسب فى النهاية فى صالح المجتمع المصرى، الذى لا يرى منه المجتمع العربى فى الآونة الأخيرة، إلا كل ما هو سلبى ومخز، وكأن البلد قد فرغ ممن يتكلمون بالمنطق، ويملكون الحجة دون صراخ.

عن نفسى.. أؤمن بأن الأزمة فى حد ذاتها، ستسجل فى التاريخ يوماً ما، بأنها واحدة من دلالات «ظلم» المرأة المصرية، التى لا يحتاج دورها التاريخى فى النهوض بالمجتمع المصرى، إلى دفاع، لأنه دور لا ينكره إلا جاهل أو ظالم.. أو كلاهما؛ لكن لنجعل من كل «كبوة».. طريقاً لنجاحٍ جديد، هى أزمة تكشف للنساء المصريات بكل وضوح، خطورة الوضع الذى أصبحت عليه حقوقهن، ليس هذا وحسب، وإنما أيضاً تمتعهن بالمواطنة الكاملة، والتى أصبحت «على كف عفريت»، وإذا كانت المنظمات التى تدعى الدفاع عن حقوق المرأة ومكتسباتها، بل وتذهب إلى أبعد المحافل الدولية جرياً وراء ذلك، صادقة فى ذلك حقاً وواعية بأهميته، فما عليها سوى الإسراع فى وضع خطط لحملات إعلامية تستهدف تحسين صورة المرأة وإظهارها فى هيئة تليق بها، كقاضية أو محامية أو عالمة، أو غير ذلك مما هى عليه فعلاً، على أن تنعكس هذه الحملة على برامج «التوك شو» التى أصبحت أهم ساحات السجال هذه الأيام، حينها لن يكون هناك من داع لأن تهب النساء مدافعات عن حقوقهن فى كل مرة تثار فيها أزمة جديدة، لأن الأرضية الإعلامية ستكون موجودة ومؤهلة لنقاشات أكثر عدلاً.. فيما يخص المرأة.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة