أجمع خبراء الاقتصاد والضرائب والتأمينات على أن حصول الدكتور يوسف بطرس غالى على لقب أفضل وزير مالية فى أفريقيا والشرق الأوسط لعام 2009، والذى منحته له مجلة «THE Banker» البريطانية، ما هو إلا شكر له على تنفيذه سياسات صندوق النقد والبنك الدوليين بالطريقة التى تريدها هذه المؤسسات بعيدا عن مدى ملاءمتها لطبيعة المجتمع المصرى من عدمه.
صلاح طنطاوى، الخبير الضريبى والمحاسب القانونى، قال: «بعد كل اللى شايفينه من تدنى الحصيلة الضريبية وفشل إتمام عملية الدمج بين ضرائب المبيعات والضرائب العامة، والكوارث المنتظرة من الضريبة العقارية، وتغيير القيادات التنفيذية بالوزارة بشكل مستمر.. لا يستحق غالى هذا اللقب».
وأضاف أن أبسط مثال على فشل وزير المالية هو عدم توافر جميع نماذج الإقرارات الضريبية بالمأموريات حتى الآن.
ويعد قانون التأمينات الاجتماعية الذى انتهت الوزارة من صياغته ووافق عليه مجلس الوزراء قبل يومين، هو القانون الذى سيفتح النار على وزير المالية خاصة مع إصراره على إخفاء مواد القانون عن الجميع حتى عرضه على مجلس الشعب لمناقشته وإقراره، وهو ما يزيد المخاوف من مساهمة القانون فى ضياع المزيد من أموال صناديق التأمينات وإهدار حقوق أصحابها نتيجة ضمها للخزانة العامة.
وقال طلال شكر، نائب رئيس اتحاد أصحاب المعاشات: «هذه الجائزة مشبوهة كسابقاتها.. وكل أعمال وزير المالية ما هى إلا سلسلة من أعمال الجباية فى مصر».
وأضاف شكر: «بالنسبة للمواطن المصرى لا يستحق غالى أى جائزة»، مشيرا إلى أن قانون التأمينات المزمع بدء مناقشته فى البرلمان الأسبوع المقبل يحمل فى طياته انسحاب الدولة من أداء واجباتها تجاه مستحقى المعاشات والاستيلاء على أموال صناديق التأمينات.
ولم تقتصر كوارث غالى على القوانين السالبة لجيوب المصريين، بل امتدت للصدام مع العديد من فئات المجتمع وعلى رأسها أعضاء هيئات التدريس بالجامعات المصرية نتيجة تأخر صرف دفعها زيادة مرتبات أعضاء هيئة التدريس، وهو ما دعا الدكتور سلطان أبوعلى وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية الأسبق وعضو المجلس الأعلى للجامعات لأن يصفه بأنه «وزير جباية».
الدكتور شريف قاسم، أمين عام نقابة التجاريين، هنأ غالى بالجائزة باعتباره زميلا لجميع التجاريين، إلا أنه قال: «أى جهة تمنح جائزة من وجهة نظرها هى وليس وجهة نظر الآخرين وهو ما حدث مع المجلة البريطانية»، مضيفاً: «غالى يسير على خطى الجهة المانحة وهو ما دعا لحصوله على هذه الجائزة».