خبراء: الدعم النقدى تجربة فاشلة بكل المقاييس

الدعم النقدى تجربة محكوم عليها بالفشل قبل تطبيقها وهذا ما أكده عدد من الخبراء الاقتصاديين والمصرفيين فى حديثهم لليوم السابع وعزوا أقوالهم لعدة أسباب منها الدعم الذى تتلقاه معظم الأسر المصرية، وجشع التجار المتوقع.

شريف دلاور الخبير المصرفى أكد صعوبة تطبيق الدعم النقدى فى الوقت الحالى نظرا لعدم وجود طبقة متوسطة كبيرة فى المجتمع المصرى، بالإضافة إلى أن ما يقرب من 80 % من الشعب المصرى يحصلون على الدعم بصورة مختلفة سواء دعم مواد بترولية أو سلع تموينية، مشيرا إلى أن اتجاه الحكومة نحو تطبيق الدعم النقدى يهدف فى الأساس إلى تحسين العجز فى الموازنة العامة الحالية الذى تقدر قيمته بما يقرب من 90 مليون جنيه من خلال تقليل حجم الإنفاق على بند الدعم الذى تعتبره الحكومة عبئا كبيرا على الموازنة.

من جهته قال الدكتور فخرى الفقى الخبير الاقتصادى إن الدعم النقدى إذا حصل من دون شروط واضحة تضمن استهدافه للفقراء فسيحكم على هذه التجربة بالفشل بكل المقاييس، لافتا إلى أنه من غير الرشادة الاقتصادية أن تدعم الحكومة 63 مليون مواطن فى وقت عدد مستحقى الدعم أقل من ذلك بكثير، وهو الأمر الذى سيشكل عبئا على الموازنة العامة للدولة مع ارتفاع نفقات الدعم.

مؤكدا أنه لا يجب المقارنة بين تجربة الدعم النقدى فى مصر وتجربة المكسيك، وذلك لأن الدعم النقدى هناك مشروط بحضور أبناء الأسر التى تتلقى الدعم لعدد ساعات معينة من الدراسة والالتزام ببرامج صحية معلنة من قبل الحكومة هنا، ولذلك فهى تحصل على منح من منظمات دوليه وهذا من المستحيل تحقيقه فى مصر بسبب الكثير من المعوقات التى يغرق بها النظام المصرى.

ومن جانبه قال دكتور رشاد عبده أستاذ التمويل والاقتصاد بجامعة القاهرة إن الحكومة تزعم أن الدعم لا يصل إلى مستحقيه ويريدون تغيير صورته من دعم عينى إلى دعم نقدى، فى حين أن الدعم النقدى له عيوب كثيرة، وذلك فى ظل سياسات السوق والاقتصاد الحر وعدم قدرة الحكومات على التدخل فى زيادة الأسعار، ويضيف عبده أنه إذا طبق هذا النظام وأعطت الدولة للناس دعما نقديا فإن التجار الجشعين والمستغلين سيرفعون الأسعار بنسب ومبالغ أعلى بكثير من الدعم الذى ستوزعه الحكومة على المواطنين.