أصدرت جبهة علماء الأزهر "المنحلة" بياناً تنعى فيه شيخ الأزهر الذى وارى جثمانه الثرى، مساء أمس بالبقيع بالمدينة المنورة. يذكر أن جبهة علماء الأزهر قد أحلها شيخ الأزهر الدكتور طنطاوى عام 1998 بحكم المحكمة، وهذا نص البيان:
إن للموت جلاله الذى يقهر كل عزة ويذل كل كبرياء، ويضعف ويمحو كل خصومة إذا كانت فى غير الله تعالى، يقول الحسن البصرى رضى الله عنه :" إن الموت ما ذُكر فى قليل إلا كثَّرَه، ولا فى كثير إلا قلله " قليل الدنيا وكثير الدنيا والآخرة، ولولا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقف على القليب وقال ما قاله " لقد وجدنا ما وعدنا ربنا حقا فهل وجدتم ما وعد ربكم حقا" لما استجزنا الحديث عن الشيخ اليوم بغير القيام لجنازته على وفق ما جاء فى الحديث الشريف "أنه صلى الله عليه وسلم مرت به جنازة فوقف لها فلما قيل له إنها ليهودى؟ فقال صلى الله عليه وسلم : أو ليست نفسا؟
مات الطنطاوى كما مات غيره وكما سيموت الجميع من بعده، مات وقد كنا نود أن يوفى للأزهر الشريف بوعده الذى نقله إلينا الدكتور محمد عمارة بشأن الأزهر ومناهجه منذ عشرة أعوام أو تزيد.
كم كنا نود أن نكون له من الشافعين فى هذا الموقف العصيب، ولكنها إرادة الله التى لا تغالب، وشرعه الذى لا يجوز بأى حال المجاملة عليه، فإنه دين، وقد أفضى الرجل إلى ما قدَّم.وإن الأرض كما جاء عن عبيدة بن الجراح رضى الله عنه لا تُقدِّسُ أحدا.
إننا بهذه المناسبة لنرجو ممن سيأتى بعده أن يسعى جاهدا لرد ما سُلب من الأزهر الشريف إليه، فإنه إن لم يفعل فسيكون فى ميزان الحق ممن أعان على الغدر وسلك الدرب مع الهالكين ،" ولا يهلك على الله إلا الهالكون" ثم إننا نعيد على أسماع الدولة ما سبق أن عرضناه عليها فى شأن اختيار شيخ للأزهر تشرف به الدولة وتسترد به فى العالمين مكانتها، ويستقيم على الحق وجهتها، فنقول إنه بإمكانها إن أرادت لنفسها بالأزهر خيرا أن تجمع بين إرادتها وإرادة علمائه فيه، وذلك بأن ترُدَّ إلى العلماء الحق فى اختيار شيخهم بترشيحهم لها ثلاثة أو يزيدون ممن يرضونهم شيوخا عليهم، ويرسلون بهم إلى الدولة تختار منهم واحدا يكون شيخا للأزهر وكبيرا رسميا لعلمائه، إنها إن فعلت تكون قد وُفقت لاستدراك أمرها وتعديل مسيرتها فى التاريخ والحياة ، وليس بعد هذا العرض من سبيل..
ولن تعز الدولة أبدا بغير صيانتها لحق الله فى دينه والقيام بحق أهل شريعته و كتابه (فَذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلالُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ) (يونس:32)
كان قد أحلها عام 1998..
جبهة علماء الأزهر تنعى طنطاوى
الخميس، 11 مارس 2010 07:42 م
الراحل شيخ الأزهر
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة