قالت صحيفة الإندبندنت البريطانية عن قرار إسرائيل ببناء 1600 منزل جديد فى القدس الشرقية، كشف عن حقيقة نواياها فى عملية السلام وسعيها لفرض حقائق جديدة على أرض الواقع.
ورأت الصحيفة فى افتتاحيتها، أن اعتذار الدولة العبرية عن الإحراج الذى سببته لأهم حليف لها بالإعلان عن خطط لبناء 1600 منزل جديد فى القدس الشرقية فى نفس اللحظة التى كان فيها نائب الرئيس الأمريكى جو بايدن يزور البلاد، أو تفسير أسباب الإعلان عن هذه الخطة فى هذا التوقيت لا يمكن أن يخفى حقيقة أن هذا الحدث قد تم الكشف عنه.
فلقد كان هذا توقيت التقاط الأنفاس، فقبل ساعات فقط، كان بايدن يسعى إلى إقصاء الشكوك بشأن دعم الرئيس أوباما لإسرائيل من خلال الإعلان عن التزام واشنطن المطلق والكامل بأمن إسرائيل، وبعد يوم فقط من إعلان مبعوث الرئيس الأمريكى للسلام فى الشرق الأوسط، جورج ميتشيل عن موافقة الجانبين على الدخول فى مفاوضات سلام غير مباشرة يمكن من خلالها البدء فى محادثات عملية السلام.
واعتبرت الإندبندنت أن الإعلان عن الخطط الاستيطانية يظهر حقيقة تفكير إسرائيل فى عملية السلام والذى يتمثل فى الكثير من التجميد الجزئى للمستوطنات فى الضفة الغربية والذى أثنت عليه وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون بسذاجة فى العام الماضى باعتباره تنازلاً غير مسبوق من جانب إسرائيل.
أما القدس الشرقية التى تصر إسرائيل أنها جزء من عاصمتها الموحدة، فقد تم استبعادها، والإعلان الأخير يوضح أن إسرائيل لن تتراجع عن هذه النقصة التى تمثل مسألة حاسمة فى أى اتفاق نهائى بينها وبين الفلسطينيين.
وتمضى الإندبندنت قائلة إن الرسالة الأكبر ليست أقل وضوحاً، فربما يرغب نتانياهو فى المضى قدماً فى محادثات السلام على أن تبقى الأولوية لخلق وقائع جديدة على الأرض لا يتم إدراجها ضمن أى مفاوضات مستقبلية. فبفضل الجدار الذى أقامته إسرائيل على طول الحدود تم إيقاف جميع الهجمات "الإرهابية" من جانب الفلسطينيين. فلماذا تهدد مثل هذا الاستقرار على ما يبدو بوضع الأمر للنقاش على طاولة المفاوضات سعياً للتوصل إلى تسوية نهائية.
ويمكن لإسرائيل بدلاً من ذلك أن تركز على التهديد الأمنى الذى يقلقها بشكل أكبر، وهو إيران. وتختتم الصحيفة افتتاحيتها بالقول إن القضيتين، إيران والسلام، مرتبطتان منذ أن أشعل استمرار الصراع بين فلسطين وإسرائيل حملة إيران ضد الدولة العبرية، إلا أن إسرائيل تقدر أنه لا يوجد رئيس أمريكى، حتى باراك أوباما ، الذى تحدث بشكل مؤثر عن الظلم التاريخى الواقع على الفلسطينيين، سيجرؤ على توجيه صفعة جادة، وهو التقدير الذى قد لا يكون خاطئاً إلى حد كبير.
