كتير قوى بيحصل لنا الموقف ده. إنك تكون لك ذكرى فى مكان وتقول كان هنا مثلا بيت جميل. كانت هنا حديقة مكان العمارة دى. كانت هنا مدرسة مكان الفيلا دى كانت هنا... عمرك مره قولت كانت هنا مصر. كان فيها شعب وناس كان فيها حضارة بتدرس فى كل مكان. عمرك مرة قولتها.
كانت هنا مصر
إيه اللى حصل، وإيه اللى بيجرى فى بلدنا فى هذه الحقبة السوداء فى تاريخها. بجد مجموعة من المصائب والأزمات والبلاوى الزرقة آه والله زرقة على الصعيد الخارجى والداخلى. على الصعيد الخارجى فقدنا الريادة والصدارة اللى كانت حق مشروع وشرعى لنا فكنا الكبراء وأصحاب الأيادى العليا فى كل القضايا والملفات الإقليمية، فجأة بكل بساطة سحب منا الدور وليس تنازل منا، بل سحب من تحت أيدينا وأمام مرأى ومسمع من الجميع من أصحاب القرار، ومن أصحاب الأيادى العليا فى مصرنا الحبيبة، بل ولم نكتف بذلك فقد تطرقنا إلى مهاترات جانبية مع بعض الدول والتى لطالما كانت تتنفس عبر أثير هوائنا، فخسرنا سوريا وعادينا قطر بقناتها الجزيرة ومشحنات مع هذا وخلافات مع ذاك. أدى ذلك إلى دخول المارد التركى لمنطقه الحوار ولمنصه اتخاذ القرار ولسيادة الموقف فى الشرق الأوسط، وقالوا لنا ساعتها مش مشكلة، وقالوا لنا المهم نبنى ونعلى فى الداخل وتحيا مصر.
وجينا فى الداخل لقيت مصر رايحه على منحدر خطير وعلى طريق وعر اسمه طريق المستحيل وعشنا وعاشت مصر الحقبة السوداء فى تاريخها المعاصر والحديث، بل وحتى الفرعونى والله يا ريت كنا خدنا من الفراعنة التحدر والتمدين بتاعهم مهم لحد الوقتى معيشين العالم فى حالة من الأبهار بكل هذه الحضارة والرقى، ومازلت هناك الاسرار والآثار التى مازلت تحت الكشف وأكيد ما زال المزيد. المهم نرجع لموضوعنا.
فشهدت مصر فى الحقبة الحالية والتى أسميها الحقبة المظلمة والحقبة السوداء فى تاريخ مصر والتى لا يصح أن نتكلم عنها بمقال أو حتى بسلسلة من المقالات، ولكن لابد من كتاب كامل وشامل لهذه الحقبة ولتسليط الضوء على ما جرى بها فى شتى المجالات الرسمية، الحزبية، الشعبية.
هذه الحقبة التى شهدت التفوق المنقطع النظير فى الفساد الإدارى فى أغلب الوزارات الحكومية، بل ممكن أن نقول كل الوزارات كوزارة الثقافة والسكان والنقل ومرورا بالصحة وتصاريح العلاج على نفقة الدولة لأثرياء مصر والفقراء يدخلون الجنة، فلماذا يعالجون أو ينعمون بالدنيا. هنا فى مصر مشاكل ظاهرة وجارى البحث فيها ومشاكل تم التكتيم عليها ومشاكل مغلقة فى الأدراج.
ثم نأتى إلى فساد المحافظات وكوارثها ككارثة الدويقة والمياه الملوثة والأطعمة الفاسدة كل هذا وذاك، وهناك الكثير فلا الوقت ولا المكان يفى بسردها الآن.
ثم نأتى إلى البلوى الكبرى والمصيبة الجلل والبلاء الذى لا أجد له علاجا ألا وهو بلاء رجال الأعمال، فقد نزلوا علينا من أين لا أدرى، ولكن أبصرت أمامى طوفان منهم فتعجبت من أين وكيف ولماذا وحتى وكل علامات الاستفهام، فحكمونا وقادونا وأدخلونا فى هذا الممر المظلم وأصبحنا وأصبح الشعب غنيمة تقسم وسبية تعطى وتوزع، هذا للهواء، وهذا للدواء، وهذا للماء وذاك للحديد وآخر للسراميك، فمنهم من أخذ أموال الغلابة، وخلع ومنهم من أخد أرواح الغلابة وخلع كممدوح إسماعيل ومنهم كتيير يا رب يخلعوا وآه يا بلدى.
وأخيرًا المفاجأة حتى أقطاب المعارضة دار هنا وهناك بعض القضايا والوشايات عن تلقيهم بعض الرشاوى، وإن كان الأمر مازال تحت أيدى القضاء ولم يبت فيه، ولكن إن ثبت ذلك فيمكننا أن نقول على مصر السلام.
وأيضًا ممكن أن نقول كانت هنا مصر
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة