قررت إدارة قناة "الحياة" إعادة عرض حلقة فضيلة شيخ الأزهر سيد طنطاوى، والذى أجرته معه الإعلامية رولا خرسا فى برنامجها "الحياة والناس"، على قناة "الحياة 2"، وذلك تعبيرا منها عن حزنها الشديد لوفاة طنطاوى صباح اليوم، الأربعاء، بالمدينة المنورة.
يذكر أن الحلقة تناولت حديث فضيلة الشيخ عن دعوة الرئيس مبارك لتجديد الخطاب الدينى، مشيرا إلى أن الدعاة المسلمين يعملون بالفعل على ذلك، منوها إلى أن الخطاب الدينى أشرف الخطابات، ويجب أن يواكب العصر والتطور. موضحا أن صفات الداعية الإسلامى هى أن يتسم بالدعوة إلى ما أمر الله به، والابتعاد والتخلى عما نهى الله به.
وعن حاجة الجن إلى هداية وتوجيه للخير والبعد عن الشر، أوضح شيخ الأزهر أن رسالة نبينا محمد كانت للإنس والجن، لكن الاختلاف يكمن فى التكليفات التى يحملونها من الله سبحانه وتعالى، إلا أن الرابط بين كافة المخلوقات هو الإيمان بالله.
وشدد شيخ الأزهر على ضرورة استناد الخطاب الدينى على الحقائق، والابتعاد عن الخرافات، والأقوال الضعيفة والخارجة عن النص، مشيرا إلى ضرورة بذل الجهد للوصول إلى المبتغى، وهو ما يتشابه كثيرا مع الخطاب الدينى الذى يبعث الأمل فى نفوس الناس، والذى يتطلب بذل جهد كبير للتمكن من التأثير فى نفوس هؤلاء الناس، إضافة إلى ضرورة إيمان الداعى بما يقول، واستعداده للرد على أى سؤال قد يوجهه إليه المستمع، وفى النهاية القدرة على الموازنة بين الترهيب والترغيب.
وعن توافر مثل هؤلاء الدعاة بالفعل فى الوسط الدينى حاليا، قال شيخ الأزهر إن كل الأوساط والمجالات تحتوى على مختلف النوعيات الجدى منها والسيئ، إلا أن على كل فرد فى أى مجال من هذه المجالات تطوير نفسه، وأنا شخصيا – شيخ الأزهر – أصدرت كتابا بعنوان " نماذج خطب الجمعة – والذى حاولت أن أجمع فيه نماذج الخطاب الديني، وذلك حتى يستفيد من المهتمين.
وعن فكرة تعميم خطبة الجمعة، عبر شيخ الأزهر عن موافقته على هذه الفكرة، مشيرا إلى أن الخطبة فى هذه الحالة ستكون مرتبة، ومنظمة، وهنا يكمن التأثير.
وعن الفضائيات التى تأخذ الدين الإسلامى ساترا لها فى تقديم رسائل هدامة وتساعد على الفتنة، انتقد طنطاوى جهاز الإعلام فى هذا الأمر، مبررا استياءه من اعتراض الإعلام على قراراته ضد مثل هذه الفضائيات متمسكين بحرية الرأى والتعبير عنه، إلا أن وظيفته تحدد فى الرد على من يرددون أحكاما مخالفة للإسلام.
وفيما يتعلق باختلاف الفتاوى بين الدول الإسلامية كل منها على حدة، أشار طنطاوى إلى ضرورة السؤال، والتوجه إلى أكثر العلماء مصداقية وأمانة، وأهمهم المفتى، ووقتها سيقع العبء على هذا الرجل سواء كانت صحيحة أو خاطئة.
ونفى شيخ الأزهر وجود أى تدخل فى المناهج الدراسية المصرية فى مختلف المراحل التعليمية، مشيرا إلى أن هذه الأمور غير مقبولة نهائيا، مشيرا إلى أن طالب جامعة الأزهر لابد وأن يكون حافظا للقرآن الكريم عن ظهر قلب كاملا بعد إنهائه للمرحلة الثانوية، ودخوله للمرحلة الجامعية، ورغم التشدد مع الطلاب المصريين فى هذا الأمر، إلا أن جامعة الأزهر تتهاون بعض الشيء مع الطلاب الوافدين من الخارج.
كما نفى بشدة أيضا فكرة إلغاء مادة الدين الإسلامى من المناهج الدراسية، قائلا "مادمنا على قيد الحياة لن يحدث مثل هذا الأمر".
وعبر فضيلة شيخ الأزهر عن سعادته الشديدة بتبرع المسلمين فى بناء الكنائس، وتبرع المسيحيين فى بناء المساجد، وهو ما يدل على تبادل الحب والمودة بين الطرفين.
يذاع البرنامج فى تمام الساعة التاسعة والنصف من مساء اليوم، الأربعاء، على قناة " الحياة والناس".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة