تحولت علاقة أحمد شوبير وقناة الحياة إلى "فزورة" مطلوب منا حلها، ونحن بالتأكيد نشارك فى محاولة الحل، لأن شوبير والقناة يحتلان حيزاً كبيراً من اهتماماتنا بما أنهما طرفان لا شك ناجحان فى حياتنا الإعلامية، بصرف النظر عما يخفيه الناجحون دائماً من معانى غامضة وأحياناً غريبة أشبه بما نحب أن ننهى به التعبير عن عجزنا عن تفسير معانى أى أزمة بالقول الشهير "المعنى فى بطن الشاعر".
ومن المفترض أن أى جهة تصدر بيانات بهدف توضيح غموض ما فى قضية، إلا أن بيانات شوبير والقناة تزيد الفزورة غموضاً ويزيد معها فضولنا إلى معرفة أين يقع شوبير حالياً.. فى الحياة أم فى البيت أم يدق باب قناة أخرى أم يؤسس قناة جديدة.. ليست عندنا إجابة وهذا طبيعى لأن أصحاب الشأن أنفسهم ليست عندهم إجابة.. وأتخيل أنهم مترددون يريدون الصلح والخصام معاً.. ويحسبون المكاسب والخسائر.. ويغيرون رأيهم كل ساعة.. ويخافون مرة ويتجرأون مرة أخرى.. وأراهم جميعاً ينظرون إلى سطر واحد فى العقد هو الشرط الجزائى المقدر حسب معلوماتى بثلاثة ملايين جنيه.. وأن كل طرف يريد أن ينسب الانفصال إلى الآخر لكى يضع يده على هذا الشرط.
وحتى إذا لم يكن هناك انفصال، فإن هناك على الأقل علاقة غير طبيعية وواقع جديد بدليل أن مهيب عبد الهادى هو الذى يدير الآن إجراءات القناة الرياضية الجديدة بعد تعيينه مديراً للبرامج.. والزميل مهيب _ الذى لم أتشرف بمعرفته _ يعمل بدون مشورة شوبير بما يعطى انطباعاً حقيقياً بأن شوبير على الأقل لا يقف بقدمين اثنين داخل القناة وأنه يضع قدماً داخلها وقدماً أخرى خارجها، بل ربما قدمه "الداخلة" تستأذن هى الأخرى فى الخروج.. وإذا كان صحيحاً أن مهيب تهكم عليه فى الهاتف، على حسب قول شوبير نفسه، فإن ذلك يعنى أن الأمر تجاوز الحديث عن موضع قدم شوبير فى القناة إلى إمكانية الحديث بيقين عن تحليقه الفعلى فى فضائيات أخرى.
وإذا كانت العلاقة حتى كتابة هذه السطور تمثل لغزاً، فإن تفجير هذه القضية بهذا السيناريو هو اللغز الأكبر والأكثر غموضاً وتعقيداً ويفتح علينا أبواباً كثيرة لدخول ساحات واسعة من الفضول والتطفل واختراع الأسباب.. ليتجمع لدى الملايين العديد من الأسئلة المستعصية على الإجابة.. وقد بدأ شوبير نفسه يطرح بعضها ليبدو مندهشاً مثلنا وغير قادر على التفسير، وهو الذى كان يفسر الأشياء بسهولة وهو فى قلب الأحداث.. فهل صنعت قضية مرتضى منصور سيناريو كان منتظراً للتخلص من شوبير؟.. ومن هم هؤلاء الذين صنعوا البداية ويصنعون الآن النهاية؟.. وهل هناك علاقة بين هذا السيناريو وبين تنويع وسائل الضغط على شوبير بالدعاوى الجديدة من أبناء دائرته؟.. وهل العلاقة امتدت إلى رسم خريطة انتخابات مجلس الشعب فى بعض الدوائر؟.. وهل بلغت قدرات مرتضى منصور إلى هذا السقف المخيف الذى استطاع من خلاله أن يضرب قوة مسيطرة فى حجم شوبير؟.. وهل لهذا السيناريو خلفية وقت أن طار شوبير إلى الجزائر ضد سير رياح تصفيات كأس العالم؟..
وعلى هامش كل ذلك.. تبرز قضية جديدة أرى ملامحها واضحة، وهى خاصة بالاستقلال الفعلى للإعلام الخاص.. هل هو فعلاً مستقل له خصوصيته؟ وهل هو قادر على حماية نفسه؟.. أم أنه مثل الأحزاب موجودة على الورق وغير موجودة على أرض الواقع، لأنها فى النهاية محكومة بالخطوط الحمراء والخضراء وتختصر قيمتها على مشاركة فعالة فى الديكور السياسى والإعلامى؟.. ووسط كل هذه الأسئلة الصعبة أتمنى ألا ينفصل شوبير عن الحياة إلا بإرادة كاملة وخالصة من الطرفين لا تتدخل فيها إرادة أخرى ثالثة بصرف النظر عن اندهاشى من تجربة خاصة لى مع تصرفات أحمد شوبير.
الناقد الرياضى إبراهيم ربيع
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة