أحمد مصطفى الغر يكتب: حتى ينبت القمح والزهر

الأربعاء، 10 مارس 2010 11:16 ص
 أحمد مصطفى الغر يكتب: حتى ينبت القمح والزهر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى ظل الجدل المتنامى والنقاش الحاد فى الفترة الأخيرة حول الأسماء التى نتطلع إلى وجودها فى الانتخابات الرئاسية القادمة، وحول إمكانية تغيير الدستور أو الإبقاء عليه، وحول أسماء وشخصيات بارزة تؤيد هذا وتعارض ذاك، وفى ظل جدال وصراع ونقاش وأزمات.. تبقى هناك فئة كبيرة وعريضة من الشعب لا يشغلها هذا الصراع وليس من ضمن حساباتها الاسم القادم ليكون رئيسا للبلاد.

تلك الفئة هى التيار المعتدل ذو القاعدة العريضة من الشعب، بدون أى توجهات سياسية أو ميول فكرية أو أجندة مسبقة سلفاً، هم يفكرون فى رزق اليوم دون الغد، يحاولون أن يجدوا متسعاً بداخلهم كى يحملوا من هموم اليوم شيئا بعد أن سيطرت هموم الأمس على كامل نفوسهم، هم يصرخون ولا أحد يسمع ، حاولوا أن يقوموا بتحركات سلمية واعتصامات وتظاهرات من أجل المطالبة بحقوقهم المشروعة فلم يجدوا من ينصت إليهم أو على الأقل من ينظر إليهم ، حتى عندما حاول البعض منهم حل مشاكله بنفسه ، وجد أمامه سوراً أطول من سور الصين العظيم ، و أعلى من الجدار العازل مكتوب عليه الروتين!

إن الشعوب التى تسعى لكسب رزق اليوم فقط دون الغد ، ولا تطلب من المسئولين غير المأكل والملبس والمسكن جديرة بأن تُطاع و تُلبى رغباتها ، ليس فقط لأنها لم تطلب سوى الحقوق الأساسية ، ولكن لأنها لم تثقل كاهل الحكام والمسئولين بالمطالبة بأمور مثل الديمقراطية والشفافية ومفاهيم أخرى يصعب كتابتها ونطقها ، فكيف سيكون الحال إذا أردنا فهمها ؟! تلك المصطلحات التى لا توفر لنا المأكل أو الملبس بقدر ما تجعلنا لا نفهم عن أى شئ يتحدثون ، فالفقراء لا يأكلون الأرقام والإحصائيات ، ولا يشربون الديمقراطية ، كما أن الفلاح البسيط لا يروى أرضه بالشفافية حتى ينبت القمح والزهر !!








مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة