أرسل الشاعر على منصور لليوم السابع مقالا للرد على تصريحات الشاعر فتحى عبد الله الوارده فى حواره مع اليوم السابع المنشور بتاريخ 27 فبراير والذى أكد فيها أن ملتقى قصيدة النثر فكرته والباقى شغيلة، وأن الشاعر على منصور لم يستطع كتابة بيان الملتقى، وفيما يلى نص رده.
"قال الشاعر فتحى عبد الله إن لجنة الملتقى اجتمعت وكلفتنى بكتابة البيان، ولكننى عدت وقلت لم أستطع كتابة بيان!!، وقال إننى وآخرين كنا نعمل على تدجين الملتقى وإلحاقه بوزارة الثقافة!!، وزايد بأننا نفعل ذلك طمعًا فى جائزة أو سفرية!!، وتجاوز قائلاً إننا نأخذ أهميتنا من اللحاق به!!، ومن قبل ذلك قال إن فكرة الملتقى هى فكرته وإن الباقين ليسوا سوى شغيلة!!.
والذى يجب أن يقال، إنه إذا كان من بيننا أحد ألصق ما يكون بالمؤسسة الثقافية، بل ويعيش عالة عليها، فلن يكون سوى فتحى عبد الله، أما نحن فآخر من يمكن المزايدة عليهم فى أى شئ، والحق الذى يجب أن يقال هو أن فكرة ملتقى قصيدة النثر فكرة قديمة، وأول من طرحها – ربما قبل عشر سنوات – هو الشاعر رفعت سلام، وإن كان قد أعيد طرحها مؤخرًا، فإن الفضل فى خروجها للنور يرجع بالدرجة الأولى لجهد ونشاط (الشغيلة) وليس للبيانات إياها!!.
والحق الذى يجب أن يقال هو أنه قبل أسبوع من افتتاح الملتقى عرض على الشاعر فتحى عبد الله (هاتفيًا) أن أكتب البيان فوافقت وبدأت فعلاً فى الكتابة وفى اليوم التالى التقينا (أنا وهو ومحمود قرنى ) وأبلغتهما أننى قد لا أتمكن من اللحاق بالافتتاح المقرر فى الخامسة نظرًا لظروف عملى، وطرحت عليهما رؤيتى للبيان وكانت تتمحور حول ضرورة أن يتقدم الشعر ليشكل رأس حربة لكافة الفنون الأخرى فى هذه المرحلة بالذات فهو وحده المؤهل لذلك من بين كافة الأشكال الأخرى (الرواية، والفيلم السينمائى، والمسرحية، والأغنية، والمسلسل التلفزيونى، ألخ)، وأن أغلب هذه الأشكال الفنية قد خذلت الأمة فى أشد الفترات حرجًاً وتحولاً، وأن الآثار التى تركتها على المواطن المصرى سلبية للغاية وأن على الشعر أن يتقدم ليأخذ دوره فى مرحلة التحول الديمقراطى المنشود، وبناءً على ذلك أسندت لى إدارة الأمسية الشعرية الأولى والمقرر بدؤها فى الثامنة مساءً، وقد كان.
والذى يجب أن يقال، أيضًا، هو أننى لم أفكر لحظة فى الانضمام للجنة الملتقى، وما حدث هو أن الشاعر محمود قرنى اتصل بى فى أكتوبر الماضى وطلب منى الانضمام إلى اللجنة التحضيرية فأخبرته أن وقتى يضيق عن العطاء والمشاركة الفعالة، فقال ليكن قدر المستطاع وحسبما يتاح لى، ولم أشأ أن أخذله فقبلت وقدمت كل ما استطعت وأنا أشعر بالتقصير الدائم، والملف الذى وكلنا به كان ملف الجائزة، فقمت بصياغة الإعلان عنها، وحددت شروطها كاملة، بما فى ذلك الشرطين الجوهريين ألا يكون العمل قد نشر من قبل وألا يكون صاحب العمل قد صدر له أية مجموعة شعرية سابقة، وهما الشرطان اللذان ضمنا الكشف عن المواهب الجديد، وتلقينا الأعمال وشاركنا فى التحكيم واتفقنا على كتابة حيثيات الفوز فى جمل موجزة تنشر على أغلفة المجموعات الفائزة وكتبت كلمتى عن مجموعة جوان تتر الذى منحته أعلى الدرجات على أن يكتب فتحى عن عزة حسين ويكتب محمود قرنى عن خوشمان قادو سوى أن فتحى عبد الله قام بكتابة بيان وحده ألحق بالمجموعات كلها.
والحق الذى يجب أن يقال، هو أن الملتقى قد فشل شعريًا فشلاً ذريعًا، وما كل الزوابع التى يثيرها الآن فتحى عبد الله إلا للتمويه والتضليل، فبدلا من الانزعاج الشديد من كون الملتقى كان بلا جمهور تقريبًا، وبدلا من البحث فى الخطر الحقيقى الذى تواجهه قصيدة النثر، وبدلاً من تأمل الحدث وتحديد أسباب الفشل، راح صاحبنا يدعى البطولة الزائفة (الفكرة فكرتى والباقى شغيلة)!!.
والذى يجب أن يقال، كذلك، أن الملتقى تناوشته جهات عدة:
أولها الدولة، التى استضافته واستضافت ضيوفه، وبدت كريمة للغاية، ورحبة جدا، وديمقراطية فوق المتوقع، وهى الرابح الأكبر، فلا خطر من ذلك البتة، بيانات فى الهواء، وموات للشعر!!.
وثانيها رجال الأعمال، الوجه الآخر للسلطة، ولا بأس من أرباح فضائية ودعائية، المهم أن يكون كل شئ معلباً ها هنا أمام الكاميرات، وليس حيًا بين الناس.
وثالثها بقايا السرياليين المصريين، الذين لم تتجاوز أفكارهم يومًا نخبة النخبة، ولا كانت ذات يوم على وثيق صلة إلا بما هو غريب وشاذ عن الهم المصرى.
ورابعها فلول التروتسكيين الذين راودتهم من جديد أحلام البطولات الزائفة، العدميين، والفوضويين، الذين لا يتقنون سوى نضال البيانات!!
والحق الذى يجب أن يقال، بالمرة، هو أن الادعاء بأن هذا الملتقى كان مستقلاً، أو مختلفا، أو معارضا هو محض افتراء وتضليل، فكل الفعاليات التى كان من المفترض أن تتم خارج المؤسسة، فى أتيليه القاهرة مثلاً، أو فى جاليرى المشربية، لم تتم على أى نحو، كما أن أغلب ما قيل من شعر وما ألقى من أبحاث قيلت من قبل، أو قيل مثلها، وسوف تقال أيضا فى المربد، أو جرش، أو معرض الكتاب، أو قاعات المجلس الأعلى للثقافة، وبجمهور أكثر!!.
إن كل هذه الصيغ البائسة هى صيغ مشوهة من صيغ المؤسسة الثقافية، ولم تعد ذات جدوى على الإطلاق، وأن المخرج الحقيقى يكمن فى ضرورة التفكير فى آليات جديدة للالتحام مع القارئ العادى، فى الشارع، والحديقة، وعلى أرصفة المحطات، والعشوائيات، وحيثما وجد.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة