فوجئت بالاحتفاء الإعلامى الواسع بمرافعة الدكتور محمد سليم العوا فى قضيه خليه حزب الله حتى إن قناة الجزيرة أذاعتها عدة مرات على قناتها المباشرة بعد تسجيلها ومع احترامى وإجلالى للدكتور سليم العوا كعالم فاضل ومحامٍ بارع وداعية إسلامى مستنير إلا أننى أسفت لسقوطه فى فخ المحامين الذين يترافعون فقط أمام وسائل الإعلام بحثا عن الشهرة والمحامين الذين يطاردون المبدعين والمفكرين حتى يتم نشر أخبارهم فى وسائل الإعلام وما كان لرجل منه أن يقع فى هذا المأزق خاصة وأنه ملء العين والبصر فى كل وسائل الإعلام العربية والإسلامية ننهل من علمه ومن عقله الواعى ونتعلم من استنارته.
وما تم من إذاعة ونشر نص مرافعة الدكتور العوا ووصفها بالتاريخية هو نوع من التأثير على القضاة الذين ينظرون القضية حاليا وخاصة ما قامت به قناة الجزيرة فهى تحاول، لأهداف نعرفها كلنا، التأثير على القضاء المصرى فى هذه القضية لارتباطها بحزب الله اللبنانى وتبرير مواقفه وهجوم أمينه العام على مصر بمبرر وبدون مبرر.
وبعيدا عن تفاصيل الواقعة إلا أننا أمام ظاهرة جديدة فى المجتمع ومرض جديد وهو مرض عقده الإعلام على غرار عقدة أوديب أو نسميه عشق الإعلام وأصبحنا نجد محامين يترافعون أمام الإعلام وفى إحدى القضايا الأخيرة والتى شغلت الرأى العام فترة فوجئ المحامون بمحام من محبى الشوا الإعلامى معهم وأرادوا التخلص منه حتى يعملوا وفق القانون فاتفقوا معه على تولى الحديث لوسائل الإعلام وعدم الترافع أمام المحكمة فوافق فورا وبدون تردد كما نشاهد أطباء لايكشفون على مرضاهم فى عيادتهم ولكن يدلون بأقوال وبنصائح طبية أمام الإعلام وجاهزون للرد على أى سؤال حتى وإن لم يكن فى تخصصهم، المهم هو موجود وكذلك دعاة الدين الإعلامى ومناضلى الإعلام ونشطاء المجتمع المدنى إمام الإعلام وسياسيين ومنظرين ومحللين ومفكرين لكن أمام وسائل الإعلام.
والأدهى أنه لو انحصر الاهتمام الإعلامى عن أحدهم نجده يقوم بعمل غريب ليلفت النظر إليه مره أخرى حتى يعود إلى دائرة الضوء وأصبح ولاء تجدهم فى كل القنوات التلفزيونية وفى كل الصحف حتى المواقع الإليكترونية وضجيج بدون طحن فى النهاية.
المهم عندهم التواجد يتكلمون فى كل شىء وفى كل المواضيع دون دراسة أو تحضير المهم التواجد فى وسائل الإعلام ومنهم من يطارد زملاءنا المعدين فى برامج التلفزيون والصحفيين ويسارع بالاتصال بهم إذا قام بفعل شىء حتى يقدمه للجمهور وامتدت هذه القضية إلى المؤسسات الحكومية وغير الحكومية ففى كل يوم تجد مئات الدعوات إلى مؤتمرات صحفية تعقدها المؤسسة الفلانية أو المسئول العلانى وعندما تذهب لا تجد جديدا فيما يعلن أو يقال وكل ما فى الأمر يريد أن يقول إنه يعمل ويظهر فى التلفزيون والصحافة وفقدت هذه الوسيلة المهنية قيمتها.
وهذه الظاهرة يجب أن ندرسها، نحن الإعلاميين، فقد صنعت وسائل الإعلام أبطالا من ورق وزعماء كل مهارتهم أنهم أصحاب أصوات عالية وكاذبون ومزورون ولا يعرفون إلا اتهام المخالفين لهم فى الرأى بالعمالة والخيانة واللصوصيه وغيرها من الاتهامات التى تسرد على الشاشات بدون دليل واحد.
ويجب علينا أن نستعين بأطباء نفسيين ليحددوا لنا نوع هذا المرض الذى أسميته جنون الإعلام أو الهوس الإعلامى أو عقدة الإعلام ويحددون لنا طريقة العلاج منه حتى لا يسقط ضحايا جدد بعد انزلاق أسماء محترمة فى هذا المرض اللعين هذه الأسماء أصبحت تغير قناعاتها ومبادئها من أجل الظهور فى وسائل الإعلام ليس فقط إلا التواجد الإعلامى.. القضية تحتاج إلى بحث واسع حتى لا نجد فى الشوارع ناسا منهم يهلوسون ونطلق عليهم مجانين الإعلام.
* نائب رئيس تحرير جريدة الوفد
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة