كـريم الـراوى يكتب: فى حضرة الكبار

الإثنين، 01 مارس 2010 02:12 م
كـريم الـراوى يكتب: فى حضرة الكبار

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
وسط تردد بعد قراءة خبر زيارة الغيطانى وشلبى وأصلان لمعرض الكتاب بجناح الشروق واللقاء المفتوح بينهم وبين الجمهور للتوقيع، قررت أن أكون ضمن الحاضرين الحائزين على توقيعات الأساتذة.
فى جناح دار الشروق وقفت فوجدت أمامى أعظم كتاب وأدباء مصر فى العصر الذى نحياه، فأنا أرى الغيطانى والكفراوى وأصلان وخيرى شلبى.

كنت قررت أن أذهب أولا إلى الغيطانى بحكم أنه أكثر من قرأت له وسط الحضور، لكنى وجدت الزحام حوله يتزايد ونظرت إلى يمينى فوجدت الرجل المسن ذا الشعر الأبيض الأشعث والنظارة الطبية التى تحجب خلفها عينان رأت وقرأت وتقلبت فى حيوات ثرية بالحس والتطلعات والمعرفة وفضحتنى روايته التى كانت فى يدى (زهرة الخشخاش )، ارتبكت للحظة، أنى أنتظر الغيطانى وعينى فجأة وقعت على عين عم خيرى ورأى روايته فى يدى فنظر لى مبتسما فى ود وترحاب، ذهبت اليه وكلى مشاعر مختلفة فماذا أقول له، أيكفى أن أطلب منه توقيعًا ثم أرحل؟ هل أقول له إنى من أشد المعجبين.. كل هذا دار فى خاطرى لثوانٍ.. مسافة أن نظر لى مبتسما إلى أن هرعت إليه، أعطيته الرواية لكى يوقع عليها بعد أن صافحته وضغطت على يده بعض الشىء محاولا أن أرسل له بعض ما يجول فى خاطرى فكانت أول كلماته سؤال عن اسمى لكى يكتب لى الإهداء.

جاوبته بأن اسمى كريم الرواى، فنظر إلى وضحك وقال لى سائلا مداعبا، (على كده احنا أقارب) للوهلة الأولى لم أفهم مقصده، أهو ينتمى إلى عائلتى الرواى؟ أم بسبب أن بطل روايته التى يكتب لى الإهداء عليها اسمه بهاء الراوى، أم يرمى إلى أنه روائى وينتمى إلى الرواة بشكل عام.. شعرت أن الاخيرة هى الأقرب إلى الواقع وبالفعل كان هذا.. فقلت له (هذا شرف كبير لى يافندم وبالفعل أنا لى بعض المحاولات فى القصة والخاطرة فابتسم لى مرة أخرى.. وبدأ فى الإهداء الذى كان رقيقا حقا فكتب لى (إلى ولدى العزيز كريم الراوى لعله ينضم إلى قبيلة الرواة على الورق مع حبى وإعزازى) ثم توقيعه، ثم كان الأستاذ إبراهيم أصلان الذى لم أكن قرأت له أى شىء وكانت كل علاقتى به هو الكتاب الذى اشتريته قبل أيام ولم أبدأ فيه بعد وهو (شىء من هذا القبيل) لكن كان لأصلان طلة خاصة حيث ابتسامته الدائمة وشعره الكثيف الذى يتوارى فيه بعض الخصيلات السوداء من هجوم الزمن بجنوده من الشيب الذى احتل رأسه وشاربه الثقيل جدا ونظارته الرقيقة، ويده المرعوشة التى احتضنتها بكلتا يدى واقتربت منه لأقول له إنه قيمة وقامة عظيمة فى أدبنا المعاصر فسألنى عن اسمى أيضا فقلته له، فكتب لى اهداء رائع، وروعته عندى كانت بسبب رعشة يده الدائمة وصعوبة مسكه للقلم، فشعرت وهو يكتب الاهداء اننى احوز بشئ خاص جدا وان التوقيع هذا يحمل معنى عميق فى نفسى ..
وجاء دورى لكى اذهب الى الغيطانى اول من رتبت للقائه واخر ما وقّع لى بعدما اصابتنى نظرة عم خيرى شلبى، كان معى له العديد من الكتب لكى يوقع لى عليها، فها انا اقف امام سلطان الرواية العربية واحد من اقطاب الصوفية الذى تنكر فى زى معاصر، لكنى صدمت بخجله الذى الجم لسانى كثيراً، فالخجل ليس ببعيد من مكنونى انما هو جزء متأصل فى شخصيتى احاول التغلب عليه ان وجدت الرحابة فى من امامى لكن مع صمت الغيطانى وهدؤه الجم حتى الواضح فى اهدائه الذى لا يزيد عن ثلاث كلمات، آثرت السكوت ولم اقل الا اننى من عشاق قلمك وان لى بعض المحاولات فى القصة القصيرة فرد قائلا مكتبى فى اخبار اليوم مفتوح لك، فطلبت منه ان تؤخذ لنا صورة سويا فقام من كرسيه مرحبا ووقف بجوارى او وقفت بجواره والتُقطت الصورة، وكنت افكر فى تلك اللحظة هل يعلم الغيطانى كم من اوقات انفقتها وانا اقرأ له، كم من مرة عشت فى شخصياته وحول تراثه فى البنيان والتاريخ والفلكلور العربى، اننى ذهبت اليه ومشيت ولم ازداد شيئاً ,هل كنت اتوقع ان بمجرد مصافحته وبمجرد ان تتلامس الاكفف ان تصيبنى شئ من عبقريته ومخزونه الثقافى ,

بالطبع لم افكر فى هذا لكن جل ما دار فى ذهنى ان اذهب للاساتذة، وبالفعل فعلت، وبعدها تجولت فى المكتبة قليلا بين الكتب واشتريت بعضها ثم لاح لى ان اطب من عم خيرى شلبى صورة وقد شجعنى ذلك تودده لى وابتسامته التى تجعلك تشعر بأنه قريب منك وانه ينتظر منك اى كلمة لكى يرد ويفتح حوار، ذهبت اليه قائلا ( انا يا عم خيرى بكتب وكنت اتمنى ان اتواصل معك لكى اسمع رأيك ) فقال لى بود ( يا راوى انا مش بنزل من بيتنا نهائى دول جابونى النهارده بالعافية، على العموم هذا رقمى واطلبنى فى اى وقت ) ثم طلبت منه الصورة فرحب بالفكرة، كان الاستاذ خيرى شلبى اكثرهم بشاشة وود، وعلى الاقل هذا ماشعرت به ..
عموما كان لقاء رائع وسعدت به جدا وشرفت بالصورتين.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة