خالد العزب ينضم لحملة اليوم السابع ويكتب عن سرقة الحكومة الإسرائيلية للتراث الإسلامى

سطو إسرائيل على الآثار الفلسطينية الغارقة

الإثنين، 01 مارس 2010 11:08 ص
سطو إسرائيل على الآثار الفلسطينية الغارقة السطو الإسرائيلى على المقدسات الإسلامية مستمر
بقلم الدكتور خالد عزب

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لم تكن لدولة اليهود فى عصرى داود وسليمان حدود بحرية، بل كانت دولة داخلية، ولكن حينما رسمت حدود الدولة الصهيونية قرر المخططون لها أن تضم هذه الدولة ذلك الشريط الساحلى لفلسطين، وهذا يدل على أن الاعتبارات الإمبريالية الاستراتيجية تجب الاعتبارات العاطفية الدينية الخاصة بإسرائيل أو المملكة العبرانية أو الحدود التاريخية لإسرائيل، ومن المعروف أن اليهود فى العصور القديمة لم تكن لهم معارف بالبحار، بل كان الفلسطينيون هم سادة البحار، واصطدموا باليهود واستخدموهم كعمال إلى أن هزم داود جالوت الفلسطينى، واندمج الفلسطينيون بعد ذلك مع الكنعانيين ليصبحوا شعبا واحدا، ويروج اليهود أن فلسطينى اليوم هم الذين هزمهم داود، ليروجوا أن الصراع صراع تاريخى له جذور.

فى هذا الإطار وظف اليهود الآثار البحرية على طول الساحل الفلسطينى لخدمة سياساتهم ومقولاتهم، وتتركز أعمال قسم الآثار البحرية بدائرة الآثار الإسرائيلية فى المنطقة الواقعة جنوب يافا، وهى منطقة غنية بالآثار الغارقة التى تعود إلى حقبة الحروب الصليبية وإلى العصور الحجرية، وهى تضم عملات ومراسٍ للسفن، وتدل الآثار الموجودة بها على وقوع معارك بحرية عنيفة بين أساطيل دول رغبت فى السيطرة على فلسطين، أما ثانى المواقع التى يهتم بها اليهود فهو ساحل عكا، حيث جرى العديد من المعارك البحرية خاصة فى العصور القديمة وفى فترة الحروب الصليبية، وأولى القسم البحرى فى إدارة الآثار الإسرائيلية اهتماما شديدا ببقايا معدات جيش نابليون بونابرت الذى حاصر عكا عام 1799، ففى أعقاب فشل الحصار وعند انسحاب نابليون إلى مصر، أمر جنوده المنهكين بتأثير المعارك والأوبئة بإغراق كل الأسلحة الثقيلة والمدافع التى قد تعوق الانسحاب السريع فى البحر، وقد استخرج الإسرائيليون بعض الأسلحة الغارقة خلال سنوات عقد الستينات، والبعض الآخر بدأ استخراجه منذ عام 1976، عندما بدأ الغواصون والمنقبون عن الآثار القيمة بمسح للساحل رعته جمعية بحوث أعماق البحار ودائرة الآثار الإسرائيلية، وتم استخراج بنادق وسيوف وعدة مدافع برونزية يرجع تاريخها إلى نهاية القرن الثامن عشر، كان أبرزها مدفعا عثمانيا كان قد استولى عليه الفرنسيون قبل ذلك.

وفى قيصرية عثر الصيادون الفلسطينيون فى الفترة من 1940 إلى 1950 فى شباكهم على العديد من الآثار منها تماثيل رخامية، أشهرها تمثال لطفل بدون رأس ترتكز قدماه على مقدمة سفينة، وعثروا كذلك على عملات وأحجار كريمة ورسوم بحرية، وتماثيل برونزية لإيزيس وديوسكوريس، وهى آلهة مصرية يونانية مرتبطة بالأساطير البحرية والملاحة، ومعظم الآثار التى تم العثور عليها فى ساحل قيصرية تعود للحقبتين اليونانية والرومانية.

وقد استولى اليهود على هذه الآثار من الصيادين الفلسطينيين بالقوة وأجبروهم على مغادرة المنطقة.

وأقام اليهود متحفا لهذه الآثار المنهوبة فى مستعمرة اسدوت، وقد عثر فى ساحل منطقة الجليل سنة 1989 بواسطة ماجان ميشيل على قارب صيد رومانى، وبقايا سفن تعود للقرن الرابع الميلادى، ولم يتم انتشال هذه الآثار إلى الآن انتظارا لتشييد متحف للقوارب البحرية تكون هذه الاكتشافات نواته.

وعندما درست إسرائيل هذه الآثار الغارقة لم تعثر فى أى منها على أى إشارة لدولة اليهود القديمة ولو حتى إشارة إلى اليهود كجماعات أو كأفراد، نظرا لأن كل هذه الآثار إما تعود إلى مصر الفرعونية أو إلى الفلسطينيين أو الكنعانيين أو الرومان أو البطالمة أو الفترة الإسلامية أو فترة الحروب الصليبية.

وعمدت دائرة الآثار الإسرائيلية إلى إخفاء كل ما يتم الكشف عنه من آثار تؤكد عروبة فلسطين فى مخازن الدائرة فى القدس الغربية.

وامتلكت دائرة الآثار الإسرائيلية الجرأة على لىّ ذراع بعض المكتشفات الأثرية البحرية، خاصة ما يعود منها للفترة البطلمية والبيزنطية، حيث وضعت بعضها فى متحف أرض التوراة الذى أقيم عام 1992 فى القدس، بهدف إقناع السائح الأوروبى بتسلسل تاريخ إسرائيل وأنه حلقة لا تنقطع، وأن المسيحى المؤمن بالتوراة يستطيع استكشاف تاريخ الأرض المقدسة التى يزورها من خلال هذا المتحف.

وفى نفس العام وفى ظل غياب العرب أصحاب التراث البحرى العريق، شارك اليهود فى الاحتفالات الدولية التى أقيمت بإيطاليا فى جنوه بإيطاليا بمناسبة مرور 500 عام على اكتشاف كولمبس للأمريكتين بمعرض عنوانه: ( حضارات البحر المتوسط فى إسرائيل القديمة من العصر البرونزى إلى عصر الصليبين ) شمل خرائط لموقع الآثار الغارقة على طول ساحل فلسطين.

وللأسف فإن معظم معروضات المتحف تنتمى لحضارات ليست لليهود أدنى علاقة بها كالحضارة الفينيقية.

يمتلك اليهود فضلا عن ذلك برامج بحثية خاصة بالآثار الغارقة ترعاها جامعة حيفا التى تمتلك قسما للحضارات البحرية، ومركزا للدراسات البحرية.

ومن أبرز العاملين فى هذا المجال من الباحثين اليهود دانا داف كاشتان وهو أستاذ بجامعة حيفا، وقد عمل مديرا للمتحف البحرى الإسرائيلى، ويشرف حاليا على برنامج بحثى تحت عنوان (مساهمات اليهود فى تاريخ ملكيات السفن والملاحة).

إن من الملفت للنظر فى هذا السياق عده أمور منها إصدار إسرائيل كتبا بالعبرية واللغات الأوروبية عن هذا التراث الغارق، أدارت عليها ريعا كبيرا، بينما لازال النشر العلمى المصرى فى هذا المجال معدوما.

إن إسرائيل تمتلك متحفا بحريا وأقساما فى متاحفها للآثار الغارقة بينما المتحف البحرى المصرى المقرر إقامتة فى الإسكندرية، مازال فى إطار المشروع المقترح، كما أن لدى إسرائيل برنامجا لمسح سواحل فلسطين أثريا والاستفادة منها سياحيا وهو ما يتم حاليا فى سواحل يافا وعكا، بينما مشروع توظيف الآثار الغارقة على سواحل الإسكندرية وأبو قير مازال فى بدايته، ومازال فى بدايته، ومازال يحتاج لدفعة قوية لتفعيل نشاطه.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة