د. نيفين شكرى تكتب: خداع البسطاء والرئيس المنتظر

أبشروا لن يعود هناك فقير ولا عاطل ولا عانس ولا مريض ولا مشرد، سيكون لكل مواطن فيللا وحساب مليون دولار فى البنك وعطلة صيفية على البطاقة التموينية لقضاء شهر كل عام فى أفخم المصايف العالمية فى فنادق سبعة نجوم وبالطيران وليس بالعبّارات بالطبع وحج لكل مواطن وعمرة كل عام وعمليات تجميل لكل سيدة، فوداعا للسمنة وللقبح، والشوارع ستصير تلمع وتبرق وستصير جاهزة لممارسة الانزلاق على الأرصفة بدلا من الانزلاق على الجليد، وبشرى لأول مرة فى مصر سنسقط لكم الجليد فى الشتاء لتتزحلقوا عليه.. وسيعود الشباب للمسنين وستحل كل المشاكل الزوجية وسنضع فى جسد كل رجل وامرأة جهازا يمنع الإنجاب أكثر من طفلين بالتكنولوجيا وسيكون سائقو الميكروباص والتوك توك مدربين على القيادة فى أفخم جامعات العالم، ولذلك فلن يكون هناك أى حوادث وستحصل جامعات مصر على كل المراكز المتقدمة من الأول إلى الأخير بين أفضل الجامعات وسيترك الدارسون فى هارفارد مقاعدهم ويدرسون فى مصر وسيأتى طلبة المدارس الأجنبية من الخارج للدراسة فى مصر وسيكون جميع جوائز النوبل والأوسكار والجرامى والميوزيك اوورد وألقاب ملكات الجمال فقط للمصريين وسيمارس المصريون الرياضة وستجدهم فى الشوارع نهارا وليلا للمشى والركض حتى فى القرى تركض الفلاحة وعلى رأسها المشنة والزلعة وستتم الزراعة أوتوماتيكيا وسنصنع كل شىء ونصدر إلى الكواكب الأخرى من الإبرة والنانو إلى سفن الفضاء.. وسنتحكم فى الطقس بحيث يمكن أن تمطر صيفا لو احتجنا إلى مياه وأن تجف شتاء لو احتجنا لاستخدام حمامات السباحة وستتولى الدولة تزويج كل الشباب وشراء الفيللات الخاصة المؤثثة لهم ولأبنائهم وأحفادهم بأفخر الأثاث وسيكون حفل الزفاف لكل شاب فى فنادق سبع نجوم بحضور لفيف من كبار نجوم الطرب فى مصر والعالم العربى وسيكون لدى كل مواطن 4-5 وظائف حتى لا يشعر بالملل فيوم هنا ويوم هناك على سبيل التغيير لكن مرتبه ثابت بالطبع وسيتم تحويل العشوائيات الحالية إلى متاحف ليزورها الأجانب.. وسيتوقف المتعصبون عن التعصب وسيتوقف التطرف، وكل أستاذ جامعى سيعطى الطالب المسيحى درجة أكبر من زميله المسلم وسيتم السماح ببناء كنيسة فى كل زقاق صغير بمعدل كنيسة لكل عشرة أفراد وفى الوقت نفسه ستطبق الشريعة الإسلامية حتى لا ينزعج الإخوان ولأجل ألا يحزن بقية رؤساء الأحزاب سنجعل كلا منهم رئيسا وسنقسم مصر إلى دلتا وقاهرة وبحرى وقبلى وسواحل وهكذا كل رئيس حزب يبقى رئيسا على جزء ويعمل لنفسه جيشا وشرطة خاصة به، وسنغزو الفضاء بما تبقى لنا من موارد وسيكون لنا محطات فى القمر والكواكب الأخرى وسنحرر فلسطين فى 3 ساعات وسنطرد إسرائيل، وسيحترم الصغير الكبير وسيعطف الكبير على الصغير وسيصبح الأزواج مخلصين وأطفال الشوارع سيتحدثون لغات أجنبية وفتيات الليل سيصبحن زوجات محترمات، والمدمنون سيشفون والمجرمين سيتوبون والمرتشون سيصبحون شرفاء والناس سوف لا تفارق البسمة وجوههم... وستصبح مصر رائدة العالم وستبكى لها الصين وتتوسل لها أمريكا أن تقرضها وتعطيها المعونات وستطلب الدول العربية بل وإيران الانضمام إلى مصر ليكونوا تحت حمايتها وستملك مصر مليار قنبلة ذرية والمواطنين سيتعلمون التربية والنظافة وسيخلصون فى العمل وسيكون هناك فائض فى الإنتاج لا نعرف أين نذهب به وسنتبرع به لهايتى وغزة والصومال وسيزيد انتحار الشباب من الافتقار للمشاكل أكثر من النمسا التى ينتحرون فيها لأنهم ليس لديهم مشاكل، وسيتعلم الناس طريقة التعبير واحترام الآخرين وعدم الشتم أو الألفاظ غير اللائقة وسيتطوع الناس لبعضهم البعض بمقاعدهم فى مجلس الشعب والشورى وسوف لا تجد الحكومة ما تفعله بأموالها الطائلة لأن المجتمع المدنى سيقوم بكل المشاريع ولن يترك لها شىء، أما عن المياه فستنزل المياه من حنفية ومن الناحية الأخرى ينزل شاى أو نسكافيه أو عصير لكل مواطن ويكون هناك علاج فورى لكل مريض يدخل فى الجهاز من ناحية ولديه فشل فى الكبد ويخرج من الناحية الأخرى صحيحا معافا ليس من الكبد فقط بل من كل الأمراض ويأخذ المواطن كل يوم حبوب الوقاية والشباب والحيوية ويصبح سائقى الميكروباص أكثر الحضور لحفلات الأوبرا واستماعا لكونسرتو موتسارت وبيتهوفن وسيواظب الناس على العبادات والتقوى وسيحتار الناس لأنهم كلهم أغنياء فلن يجدوا من يتبرعون له بأموال الزكاة.. وستختفى المشاكل من البيوت وتصير الحموات أقرب لزوجات أبنائهن من أبنائهن وألقاب الجمال والبطولات الرياضية العالمية ستكون كلها لمصر فى كافة اللعبات وستحل مشكلة الزحام المرورى بعد أن يقتنى كل فرد عدة سيارات ويصبح عددها مليون مرة أكثر مما هو حاليا وستقفز السيارات فوق المبانى وسيتم استغلال مساحات الفضاء الشاسعة فى إحلال السيارات بالطائرات وطائرة لكل مواطن وبالطبع باستخدام وقود غير مؤذٍ للبيئة وستصبح البيئة نظيفة والهواء نقى وستوفر الطاقة من الشمس والهواء والرياح وسيكون الماء وفيرا ولن نحتاج لنهر النيل وسيتحول إلى مزار للسائحين فقط.. وسيتم تنفيذ مطالب كل التيارات السياسية على تناقضها وكل هذا بفضل التعويذة والفانوس السحرى وخاتم سليمان وكل الأشياء التى تحقق الأمانى فى غمضة عين التى لن تتحقق لمصر إلا لو انتخبتم مالكها ليكون رئيسا لمصر فهو وعد بكل هذا بشرط ان تنتخبوه فقط! يا بلاش!!! ولازم الشعب يصدق الكلام ده وينتخب اللى عليه العين اللى وعد بكل هذا لكنه لم يقل باى طريقة سيحقق كل هذا؟ اللهم إلا لو كان فعلا يمتلك هذه الأدوات السحرية العظيمة!!!