أكد د.راسموس الينوس بوسيرب "مدير المعهد الدنماركى المصرى للحوار" إن تداعيات واقعة نشر إحدى الصحف الدانماركية الرسوم المسيئة للرسول أثرت بشكل كبير فى تكوين صورة ذهنية سلبية بين الشعبين المصرى والدانماركى وإن مهمة المعهد الذى يعمل فى القاهرة هى محاولة تصحيح الصورة المغلوطة بين الشعبين.
وأوضح د. راسموس أن قضية الرسوم المسيئة تمت مناقشتها بشكل كبير فى الدانمارك مثلما حدث فى مصر أيضا، لكن الصورة المغلوطة لدى المصريين أنهم لايعرفون أن هناك وجهات نظر دانماركية تعارض مثل هذه الرسوم وتقول إنها"عمل أحمق وغير مسئول" مثلما يقول آخرون إنها حرية تعبير لأى فرد.
وحول ماتردد مؤخرا بشأن محاولة الاغتيال التى تعرض لها فنان الرسوم المسيئة للنبى محمد أِشار د. راسموس إلى أن الاغتيال أمر غير مقبول بأى حال من الأحوال، لأنه لا يوجد حل لأية مشكلة بالقتل، فعند حدوث أية مشكلة فينبغى أن يجد الطرف المعارض قنوات شرعية يمكنه من خلالها أن يعبر عن رأيه وهو مايحدث فى الدانمارك حيث إن لدينا مجتمع مدنى مفتوح يقوم بدوره فى هذا الأمر.
وحول قانون منع النقاب فى الدانمارك أكد الدكتور راسموس أن هناك مشروع قانون تتم مناقشته حاليا فى الدانمارك لكن لم يتم البت فيه بعد وهناك جدل دائر بين السياسيين فى الدانمارك حول منع أو عدم منع النقاب وهو نفس الجدل الدائر فى مصر مع اختلاف الأمر لأن المسلمين لدينا أقلية وعلى العكس فى مصر هم أغلبية لذا فهو أمر ليس محوريا لدى الجانب الدانماركى.
وأضاف أن المصريين إذا تابعوا الجدل الدائر حول النقاب والحجاب فستكون لديهم صورة ذهنية مغلوطة حول الموضوع وهذا مايحاول المعهد له من خلال العمل كساحة للجمع بين أشخاص مختلفين من أماكن مختلفة ومحاولة التقريب بينهم ونفى د. راسموس أن تكون هناك ضغوطا على المعهد من الحكومة المصرية أو الدانماركية مؤكدا أن المعهد جهة مستقلة تماما ولاتتلقى أية تعليمات من وزارة الخارجية المصرية أو الدانماركية رغم أن مجلس الإدارة يضم عضو من وزارة الخارجية المصرية وعضو من وزارة الخارجية الدانماركية ورغم ذلك فإنهم يناقشون الأمور بينهم وبين الإدارة والمجتمع المدنى دون تعليمات من أحد.
واشار إلى أن المعهد يركز على عمل مشاريع للتعاون بين الدول العربية والدانمارك ولكنه يركز بشكل أكبر على مصر وأن هذه المشروعات هو مدرسة البث العلمى بالتعاون مع مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية وتهدف هذه المدرسة إلى جمع الباحثين من أجل تبادل وجهات النظر بين الباحثين المصريين والدانماركيين.
وبشأن الارتباط بين المعهد ومنظمات حقوق الانسان أوضح د. راسموس أن هناك شراكة بين المعهد ومركز القاهرة لحقوق الإنسان نقيم من خلالها مؤتمرات فى القاهرة والدانمارك وأيضا نهتم بدمج بعض العرب المهاجرين للدنمارك واوربا فى داخل هذا البرنامج .
وأشار د. راسموس إلى أن هناك اختلافا كبيرا بين مصر والدانمارك لاختلاف النظام السياسى والاجتماعى والثقافى ،كما أن هناك اختلافا أهم وهو أن الحكومة فى الدانمارك حاضرة بشكل كبير وتساعد الفقراء والعكس فى مصر الحكومةغير قادرة على مساعدة الفقراء والمساعدات تأتى من الأغنياء إلى الشعب.
وحول موقفه من قضايا التوريث ومستقبل الحكم فى مصر قال:"أنا أؤمن بالتغيير فى مصر والدانمارك وأى مكان فى العالم والمعهد يعمل مع مؤسسات تريد تغيير الحكم فى مصر ومؤسسات أخرى من أشد المساندين للحاكم الحالى أى الحزب الوطنى أو المعارضة والمستقلين".
يذكر أن المعهد الدانماركى المصرى للحوار تم إنشاؤه عام2003 وبدأ العمل الرسمى 2005 وهو يهتم بالعمل على تنمية المجتمع فى 3مجالات أساسية هى المعرفة والإعلام والمشاركة بمفهومها العام والحقوق الأساسية للمواطنين، ومن خلال المشاريع التى يقوم بها المعهد نقوم بإصلاح الصورة الذهنية الخاطئة.
د.راسموس الينوس بوسيرب مدير المعهد الدانماركى المصرى للحوار
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة