مؤسسة الفكر العربى تصدر تقريرها الثانى عن" التنمية الثقافية"

الثلاثاء، 09 فبراير 2010 04:22 م
مؤسسة الفكر العربى تصدر تقريرها الثانى عن" التنمية الثقافية" غلاف تقرير مؤسسة الفكر العربى
كتب وجدى الكومى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
صدر عن مؤسسة الفكر العربى التى يرأسها الأمير خالد الفيصل العدد الثانى من التقرير العربى للتنمية الثقافية، والذى أثار العدد الأول منه جدلا واسعا حول أوضاع العرب الثقافية، وحالة ثقافتهم ومدى قدرتهم على منافسة الأمم الأخرى.

ويغطى التقرير واقع الثقافة فى حوالى 20 دولة عربية فى خمس مجالات هى المعلوماتية كرافعة للتنمية الثقافية، التمويل وإستقلالية الإدارة فى التعليم العالى، الخطاب الثقافى فى وسائل الإعلام، الإبداع، والحصاد الفكرى السنوى.

ويحاول التقرير فى ملفاته الخمسة أن يقدم إجابة عن عدد من التساؤلات الهامة والملحَّة فى مجالات المعلوماتية والتعليم والإعلام والإبداع.

ففى مجال المعلوماتية تتعدّد الأسئلة: ماهى أوضاع عالمنا العربى طبقاً لمؤشرات مجتمع المعلومات فى ظلّ الاستراتيجيات الحكومية الحالية؟ وكيف تبدو هذه الأوضاع طبقاً لمؤشرات البيئة الإبداعية، لاسيما فى مجالات البحث العلمى والتعليم وصادرات التكنولوجيا؟ وما هى نقاط القوة ومظاهر الضعف فى البنية المعلوماتية العربية من المنظور الثقافى؟ وهل يبدو الحضور الثقافى العربى على الشبكة العنقودية كافياً ومرضياً.

وعلى صعيد التعليم كان السؤال الأبرز حول أزمة الاستقلالية الإدارية والمالية فى الجامعات العربية وهل أفضت معدلات الإنفاق على التعليم العالى فى البلدان العربية إلى تحقيق الجودة التعليمية المنشودة؟ وما هى هذه المعدلات التى تبدو فى أكثرية الدول العربية أقل بكثير جداً من مثيلاتها فى الدول المتقدمة؟ فالإنفاق الحكومى السنوى على الطالب الجامعى لا يتجاوز 800 دولار فى كلّ من مصر والأردن وسوريا والمغرب، ويصل إلى نحو 1.800 دولار فى لبنان وتونس، ويبلغ 8.000 دولار فى السعودية لكنه يصل فى إسرائيل وفرنسا إلى أكثر من 10.000 دولار، وفى الولايات المتحدة الأمريكية يبلغ 22.000 دولار.

أما على صعيد الملف الإعلامى فثمة تساؤلات هامة لعلّ أولها ما يتعلق بمضمون الخطاب الثقافى فى إعلامنا المكتوب والمرئى، ماهى القيم التى يدعو لها هذا الخطاب الثقافى العربى؟ وكيف واجه هذا الخطاب بعض الإشكاليات العربية المزمنة مثل قضية العلاقة بالآخر السياسى والدينى، وعلاقة المثقف بالسلطة والمال، وقضية التراث والمعاصرة، والمساواة بين الرجل والمرأة، وعلاقة اللغة بالثقافة؟ ثم هل هناك خطاب ثقافى عربى واحد أو هناك "خطابات" ثقافية عربية؟

وعلى صعيد الملف الإبداعى كان التساؤل فى فضاء الإبداع الأدبى حول ملامح وهموم الرواية العربية عموماً خلال العام 2008، وما هى أهم الروايات العربية الصادرة التى تميز بها العام المنصرم؟ وكان الملف الأدبى ساحة للتساؤل حول ما اتسمت به الكثير من الروايات العربية من محاولة استعادة الماضى (فى المكان والزمان)، وتحوّلات الواقع العربى وتناقضاته، وكيف تواجه هذه الرواية سؤالها القديم الحديث حول العلاقة بين الشرق والغرب؟ وهل ثمّة حقاً رواية نسوية مضادة؟ لم تغب تساؤلات الشعر أيضاً عن الملف الإبداعى سواء حول شعر الفصحى أم شعر العامية والنبطية، ولم يخل الملف الإبداعى من تساؤل هام حول قضية ترجمة الأعمال الأدبية العربية، إذ ما هى المعايير الأدبية التى يخضع لها اختيار الروايات التى تترجم إلى لغات أجنبية؟ وهل صحيح حقاً أن بعض الروائيين العرب يقبلون على كتابة روايات صالحة للترجمة بناء على استقراء لذائقة القارئ الأجنبي؟

كما لم يخل ملف الإبداع المسرحى من إثارة التساؤل حول ضعف البنى الثقافية التى تشرّع لوجود المسرح العربى سواء فى ما يتعلق بالمنظومات الإدارية والمالية أم بسبب إشكالية الرقابة على حرية التعبير. ولعلّ مقارنة حركة الإبداع المسرحى من دولة عربية لأخرى تشى بذاتها عن جملة تساؤلات حول "وتيرة" الاهتمام المجتمعى بالمسرح والعوامل التى تؤثر فى ذلك.

وكان ملف الحصاد الفكرى السنوى، آخر ملفات هذا التقرير، كاشفاً عن تساؤلات عميقة حول انشغالات العقل العربى خلال العام 2008 سواء من حيث موضوعات القضايا المثارة أم أولوياتها، وكان من أبرز هذه التساؤلات الجدل الدائر حول ممارسة الدور الإقليمى العربى وقضايا التنمية والتحول الاقتصادى وتداول المعلومات. وبخلاف هذه التساؤلات ذات "العمق" الفكرى و"الظاهر" السياسي، فإن ثمة تساؤلات أخرى فكرية صرفة بدت ملحة على العقل العربى فى العام 2008 مثل التساؤل حول جدلية العلاقة بين العروبة والإسلام، وضعف الاهتمام العربى بالقوى العالمية الجديدة البازغة. كما أثير التساؤل حول قضية الترجمة من اللغات الأجنبية إلى العربية، وما تتّسم به من تركيز بالغ على اللغتين الإنجليزية والفرنسية مقابل إهمال ملحوظ لحركة الترجمة من لغات أخرى كالصينية واليابانية والهندية، وهو تساؤل يتجاوز الجوانب الفنية والتجارية فى عملية الترجمة ليمسّ فى الصميم قضية حوار الثقافات وما توجبه من ضرورة الانفتاح على كل ثقافات العالم، لا سيما فى ظل تنامى دور الثقافات الآسيوية فى حركة التقدّم العالمى المعاصر كما فى حالات الصين واليابان والهند.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة