لا أحد يستطيع أن ينكر أو يتغافل كم المؤتمرات التى تعقد لصالح المرأة، وكأن المرأة ككائن حى له كيان واحتياجات ومطالب قد اكتشف بالأمس، وبتنا نسمع عن مصطلحات لم تكن من قبل، "تمكين المرأة"، "حرية المرأة" والمناصب التى يجب أن تتبوأها المرأة!! وكل هذا حق مشروع خاصة فى بلاد تتوافر لها كل السبل والإمكانيات التى تتيح للمرأة التفرغ والإبداع ومزاحمة الرجل فى كل المهن والمجالات.!!! وحقيقة الأمر أننى كان لى شرف حضور أكثر من ندوة ومؤتمر لحقوق المرأه ولن أتطرق إلى كيفية وصولى متأخرة لضرورة انتظار مديرة المنزل كما تحب أن أناديها لأسلم لها مهام المنزل حتى أعود، لأنه لا الزوج ولا الأبناء يعنيهم لا حقوق المرأة ولا تمكينها.. بل يعنيهم وفى المقام الأول حقوق النشر (أى نشر الغسيل) وحق المأكل والمشرب المتنوع .. ما علينا نعود للمؤتمر والذى تعرض لأ كثر من نقطة أهمها التحرش الجنسى ذلك المصطلح المستورد، فضفاض المعنى، والذى لم أفهم مغزاه حتى الآن، وهل التحرش قاصر على المرأة باعتبارها كائنا ضعيفا مثيرا للفتنة، وأن رجالنا تخلت عنهم اللياقة والأدب وأن النساء يجلسن فى البيوت من كثرة ما يعانين من فجر ذلك المخلوق المسمى الرجل؟؟.. على الرغم من أن الشوارع تكتظ بالنساء وبات الرجال هم من يتعرضون للمعاكسة ولا يوجد مؤتمر أو قانون يحمى الرجل من التحرش النسائى؟؟!!
نعود للمؤتمر ومناقشة نقطة العنف الأسرى وكيف أن المرأة تعذب وتهان وتضرب، وأستعرض عائلتى كنموذج ولا أتذكر هذا العنف.. وأسال المحيطات بى هل يتعرضن للضرب أو الإهانة، ويأتى الرد صارم مانع "يقدر؟!!! وأتساءل "عمن يتحدثن؟؟" ويأتى الرد عن الطبقات الأخرى.. وأتساءل ولماذا لا تحضر تلك الطبقات المؤتمرات إذا كان الحديث عليهن ولماذا لا يتحدثون لرجالهن ليعلموهم الأدب؟؟؟ وإذا كن هؤلاء النسوة لم يشتكين ولم يتذمرن؟؟!! فلماذا يقلبن عليهن الحياة، خاصة وأن هؤلاء اللاتى يتحدثن عنهن من الأمور المسلم بها أن تضرب المرأة والرجل أيضا!! وحتى فى الدول الأكثر تقدمًا كأمريكا وكندا ما أكثر الاعتداءات الجسدية على المرأة؟؟ ولم يتوصلوا إلى صيغة تحميها حتى الآن!!! وانتقل المؤتمر إلى نقطة يعدها البعض حاسمة وفاصلة أما أنا فقد سميتها بمسمى آخر تماما هن أطلقن عليه المساواة.. أما أنا فأطلقت عليه الاستهبال!! عفوًا للفظ، فالمرأة تطلب المساواة وهذا حق مشروع، ولكن لماذا لا تكون المساواة فى كل شىء بدءًا من مصاريف المنزل والشبكة والمهر والحصول على الشقة وتجهيزها و.. إلخ من كل ما يجهد الرجل.. ولا مانع من تذكيرها للرجل من حين إلى آخر بأنها منت عليه.
وغالباً ما يكون الرد الحاضر والجاهز مسبقا بأن الشرع يعطى المرأة الحق فى الاحتفاظ بمالها وعدم المشاركة وأن العرف جرى على أن يتكفل الرجل بهذه الأمور..!!! وهنا تحدث البلبلة.. أتريدونها شرعية أم مدنية لا مجيب!!! فالمرأة تريد أن تأخذ كل المميزات بحجة أنها الكائن الضعيف!!! ولا أعرف لماذا تذكرت تلك القصة التى كانت ترويها أمى عن ذلك الطائر الصغير الذى لم يعجبه شكله، فقرر أن يستعير أجمل ما فى كل حيوان وطائر ليجمل نفسه وبالفعل أعاروه ما تمنى إلا أنه أصيب بالذعر حينما نظر فى أول مرة....!!! أخشى ما أخشاه أن تصرخ المرأة يوما من كثرة الحقوق والمؤتمرات خاصة وأن الفئة المنوطة بهذه الرعاية والاهتمام لا تصلها أصواتهن ولا تهتم بكل هذه المؤتمرات.
• كاتبة وروائية مصرية