شدد د."محمد كمال إمام" أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الإسكندرية على ضرورة النظر إلى القرآن الكريم والحديث الشريف باعتبارهما نصوصا مفتوحة وليست مغلقة على معناها المعجمى والكلامى.
وقال هذا الانفتاح فى النص هو ما يسمى بنظرية "المقاصد"، لتصبح ـ أى المقاصد ـ جسرا ورابطا بين كل ما يخص الإسلام من علوم نقلية وكل ما يخدم الإسلام من علوم عقلية، وانتقد "إمام" الاقتصار على علم التفسير والحديث والفقه والشريعة فى الثقافة العامة للمسلم، مؤكدا أن هذه العلوم هى صلب العقيدة الإسلامية.
جاء ذلك خلال الندوة التى حملت عنوان "مقاصد الشريعة ما بين التوثيق والتدقيق" وعقدت بمعرض القاهرة الدولى للكتاب.
وحذر "إمام" من الفصل بين التعليم الدينى والتعليم المدنى، لأن التعليم الدينى همش العلوم الحياتية المهمة، واهتم فقط بعلوم الفقه والشريعة والحديث والقرآن، كما همش التعليم المدنى مؤسسة المسجد ومؤسسة الوقف الخيرى لصالح العلوم الحياتية الأخرى، مما خلق نوع من عدم التوازن لدى طلاب كلا النوعين من التعليم
وأضاف: يظل الآمل قائما فى أن تتحدث نظرية المقاصد عن نفسها وضرب مثلا بالأحكام القضائية التى كان يصدرها المستشار "طارق البشرى" وهى فى غالبيتها مبنية على أساس نظرية المقاصد التى يلجأ إليها القضاة فى حالة عدم وضوح نص القانون بما يخدم القضية المنظورة أمامه فيتبع القاضى ما يسمى "بروح القانون" وهى إحدى أساسيات نظرية المقاصد التى أهدف إليها.
فيما أكد د."إبراهيم بيومى غانم "أن العلوم الاجتماعية بكل تفريعاتها هى علوم إسلامية، وكذلك فإن العلوم الإسلامية أيضا هى علوم اجتماعية وضعت لخدمة الفرد والمجتمع، مشيرا إلى ضرورة تدريس العلوم الاجتماعية والإسلامية منخرطين معا.
وحذر من اتساع الفجوة بين كلا النوعين من العلوم، مما يجعل العلم بلا فائدة أو يصبح العلم للعلم كما كان الفن للفن، وتنبأ "غانم" أن يأتى اليوم الذى يكتشف فيه طلاب الدراسات العليا فى الغرب أن أجزاء كبيرة جدا من العلوم التى يدرسونها موجود فى الإسلام الذى قدم لها، وأشار إلى أن هناك العديد من الكتاب والباحثين الغرب الذين يأخذون من الكتب الإسلامية دون الإشارة إلى المصدر ولا يضيفون إليها.