فى الماضى كان السباب مهذبا ويعكس خللا إداريا أو اجتماعيا مثل "أنت مالكش كبير" و"يا بلد من غير عمدة" وذلك فى إشارة إلى خلل إدارى بالقرية، وعدم وجود قائد وموجه لها، ومؤخرا عشنا فى مصر أكثر من شهرين بدون وزير نقل، وذلك على الرغم من أهمية هذه الوزارة. الغريب أن الأمور كانت مستتبة والعمل يسير تمام وقلت حالات وقوع الحوادث وبدأ الشعب ينسى أن هناك وزارة بدون وزير.
أثار هذا الوضع فى نفسى عدة أمور، ماذا لو أن هذا الوضع استمر سنوات، هل ستتوقف الحياة؟ أو على أقل تقدير هل سيحدث ارتباك أو تخبط فى عمل الوزارة.. فإذا كانت الأمور يمكن تسييرها بدون وزير، فما فائدة هذا الوزير إذن؟ ثم أليس من الأجدى توفير مرتب السيد الوزير وبدلات انتقاله ونفقات حراسته ومواكبه.
أليس من الأفضل دمج عدد من الوزارات بدلا هذا العدد الكبير 32 وزارة مع إعادة الهيكلة الإدارية للوزارات، خاصة مع ما تدعيه الحكومة من اتجاهها إلى خفض النفقات الحكومية؟
إن الوزير فى مصر يضيع وقته وجهده فى أعمال لا طائل من ورائها، فمن حضور تشريفة إلى استقبال ضيوف إلى مرافقة السيد الرئيس أو السيد رئيس مجلس الوزراء فى جولات لا نرى لوجوده فائدة فيها، كما أن الوزير مشغول بافتتاح أعمال وزارته وقص شرائط الافتتاح والتقاط الصور التذكارية أمامها وجوارها وأحيانا خلفها.
ولا مانع أيضا من مفاجئة إحدى المصالح التابعة له ليحيل إلى التحقيق الغائبين والمزوغين، وهو عمل يستطيع القيام به أصغر موظف فى الجهاز الإدارى فى مصر، ناهيك عن تكاليف هذه الزيارات التى تتجاوز الزيارة الواحدة فيها مئات الألوف من الجنيهات، وقد تعدت بعض الزيارات مبلغ المليون جنيه فأى سفه حكومى نعيشه الآن.
إن الشركات والمصانع العملاقة تقوم بالتخلص من العمالة الزائدة فيها لما فى ذلك من فوائد كثيرة تعود على العمل فمتى تقتدى الحكومة بمثل هذه الشركات، وتتخلص من الوزراء الزائدين عن حاجة العمل، فهل سيأتى اليوم الذى ينعكس السباب فيه فيكون "آه يا بلد فيها وزير نقل".
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة