الأزمة الطاحنة التى تواجهها الآن محافظة الجيزة وباقى المحافظات المصرية من النقص الحاد فى البوتاجاز تكشف خطأ توقعات واستعدادات المسئولين التنفيذيين والشعبيين، فالمهندس سيد عبد العزيز محافظ الجيزة وعد فى الاجتماع الأخير للمجلس الشعبى المحلى للمحافظة بأن الجيزة لن تمر بأزمة نقص البوتاجاز خلال هذا الشتاء بسبب الاستعدادات الجيدة التى ستواجهها بها ومنها إنشاء أكشاك حديدية بمقاس "4م فى 4م" سيتم وضعها فى المناطق المحرومة من الغاز الطبيعى وذلك على غرار مشروع أكشاك الخبز، مضيفا أن هذه الأكشاك ستكون من مسئولية كل من مديريتى التموين والدفاع المدنى ورئيس الحى ورئيس المجلس الشعبى المحلى للحى وأعضاء المجالس المحلية للمحافظة والمدينة، كما سيتولى عملية التوزيع شباب الخريجين برواتب 750 جنيها شهريا على أن يستوعب الكشك الواحد من 200 إلى 300 أسطوانة.
ورغم التصريحات الوردية للمحافظ بحل الأزمة وعدم تكرارها كما حدث العام الماضى إلا أن الواقع لم يشهد أى تغيير بل بدأت الأزمة منذ قرابة الأسبوعين ولم يتدخل لحلها، كما لم يقم بإنشاء الأكشاك التى يرى أنها الحل الأمثل للقضاء على أزمة البوتاجاز.
الأحد الماضى كان من المقرر عقد اجتماع موسع طارئ لجميع المسئولين بالمحافظة عن الأزمة إلا أنه بمجرد غياب المهندس عبد الله بدوى وكيل وزارة التموين بالمحافظة قام أعضاء المجالس بتأجيل اجتماعهم بحجة غياب الوكيل رغم اعتراض البعض منهم على تأجيل الاجتماع، مما يكشف تجاهل مسئولى المحافظة للأزمة.
ووسط هذا التجاهل الواضح من مسئولى الجيزة للأزمة الطاحنة، ظهر بعض الأصوات الشعبية من المجالس المحلية تؤكد أن الأزمة ليست فى الجيزة فقط بل هى أزمة طارئة تتعرض لها المحافظات المصرية وأن الجزء الوحيد الأكثر تعرضا وتأثرا بالأزمة، وهى مدينة الوراق، أرجعها الأعضاء إلى موقعها الجغرافى بين أربع محافظات "القاهرة والجيزة و6 أكتوبر والقليوبية"، إلا أنهم تناسوا أن المدينة، وفقا للقرارات الجمهورية والوزارية، تمثل حيا كاملا من الأحياء الثمانية للجيزة.
الوضع السيئ لتوزيع أنابيب البوتاجاز، يدفع آلاف المواطنين فى الوراق إلى الانتظار طويلا للحصول على أسطوانة غاز بـ25 جنيها، حتى إن بعضهم يلجأ للمبيت وسط البرد القاسى، الأمر الذى دفع أسامة الأشمونى عضو محلى محافظة الجيزة عن مدينة الوراق انتقاد كل من ساهم فى تأجيل الاجتماعات فى وقت وصفه بالصعب والعاجل لمواجهة الكارثة التى لا يجوز أبدا تجاهلها بل لابد من تشكيل لجان طارئة وسريعة وتفعيل دور الجميع لحلها، مشيرا إلى أنه أرسل اليوم بيانا عاجلا للمهندس سيد عبد العزيز محافظ الجيزة يطالبه بسرعة فتح الأكشاك التى وعد بها مع مخاطبة وكيل وزارة التموين لعودة عمل المخازن المخالفة مع وجود عقوبات بديلة تطبق عليهم بديل الغلق.
وأوضح الأشمونى أنه تم تحديد 13 موقعا لإنشاء الأكشاك عليها إلا أنه بعد المعاينة ثبت أن هناك 6 مواقع صالحة بالفعل لإنشائها لو تم إنشاؤها ستساهم بشكل كبير فى حل الأزمة، مشيرا إلى أن هناك مطالب بضرورة نقل مقر المستودعات ومناطق التوزيع الحالية من أمام قسم الوراق إلى مناطق داخل المدينة، لمواجهة حالة العجز الشديدة فى الاسطوانات رغم الكميات الضخمة التى تأتى للمدينة وذلك بسبب وقوع مناطق التوزيع على الطريق الرئيسى للمدنية والذى يمر به سكان العديد من المحافظات المصرية.
أما سيد زغلول رئيس لجنة التموين بالمجلس الشعبى المحلى بالجيزة فقال إنه سوف يتم عقد لجنة طارئة الثلاثاء لبحث أزمة البوتاجاز بأحياء إمبابة وبولاق والوراق، موضحا أن الاجتماع سوف يشمل أعضاء اللجنة ومدير مديرية التموين ورؤساء الأحياء و ومسئول الأمن.
وأضاف زغلول أنه سبب الأزمة فى الجيزة حاليا نتيجة قيام بعض السريحة بأخذ أنابيب البوتاجاز قبل وصولها للمستودع، لتباع للأهالى بأسعار بغير السعر الرسمى 3 جنيهات للأنبوبة.
مسئولو الجيزة يتجاهلون أزمة البوتاجاز ويؤجلون اجتماعاتهم لمواجهة الأزمة.. ومطالب شعبية بإنشاء أكشاك بديلة للمستودعات...وبيانات عاجلة لفتح المخازن المخالفة
الإثنين، 08 فبراير 2010 09:38 ص
المهندس سيد عبد العزيز محافظ الجيزة