روى الشاعر الفلسطينى "مريد البرغوثى" إنه حين كان يلقى إحدى المحاضرات فى بريطانيا عن الثقافة العربية والأدب العربى قاطعته إحدى الحاضرات وسألته "هل تعترف بدولة إسرائيل؟ فأجابها: إسرائيل تتحصن بدعم واعتراف ومساندة 20 دكتاتور عربى فماذا يجديك اعترافى؟، مؤكدا على أن صورة القضية الفلسطينية فى الغرب تحتاج إلى الكثير من التصحيح.
جاء ذلك خلال الندوة التى عقدتها مكتبة الشروق بالزمالك للاحتفال بصدور الطبعة العربية من رواية "خارطة الحب" للكاتبة " أهداف سويف "بحضور البرغوثى والدكتورة "رضوى عاشور" والكاتب الكبير "بهاء طاهر" والمهندس "إبراهيم المعلم" رئيس اتحاد الناشرين المصريين ورئيس مجلس إدارة دار الشروق، والكاتبة "فريدة الشوباشى"، والكاتب الصحفى "وائل الإبراشى"، وجمع من الكتاب والإعلاميين.
أكدت"سويف" أنها أسست منذ ثلاثة أعوام مع مجموعة من صديقاتها فى إنجلترا جمعية تسمى "engaged events" أو "الأحداث الملتحمة" بهدف العمل الثقافى من أجل الأراضى الفلسطينية المحتلة، لأن الإعلام الغربى يؤثر سلبا على صورة العرب والمسلمين فى أوربا ويزيف الحقائق لصالح إسرائيل، وربطت "سويف" بين التشويه المتعمد للثقافة والحضارة العربية من قبل وسائل الإعلام الغربية ومابين القضية الفلسطينية فالغرب يفعل ذلك من أجل تمرير المشروع الصهيونى.
وأشارت إلى أن عمل جمعيتها كان يقتصر على التعاون مع الفلسطينيين داخل الأراضى المحتلة فلم تتعامل مع "إسرائيل" إلا من خلال المعابر الحدودية التى يسيطرون عليها، وأضافت "لاحظت أن الفلسطينيين لديهم إصرار على أن يعيشوا حياة عادية وفى نفس الوقت لديهم شغف لتذوق الثقافة فقد كانوا ينتظرون على نقاط التفتيش الإسرائيلية بالساعات حتى يعبروا إلينا ويشاركونا الندوات والأمسيات التى عقدناها لهم وعبرت عن ذلك بقولها "الفلسطينيون مصرون على أن يعيشوا ككائنات مثقفة"
وأوضحت أن المنظمة استطاعت أن تحصل على دعم ومساندة عدد كبير من الكتاب الغرب الذين ذهبوا معها إلى فلسطين لمساندة القضية، وفى الوقت نفسه لفتت إلى أن المنظمة استقطبت كتابا لم يعرف عنهم مناصرتهم للقضية الفلسطينية، من قبل على أن يكونوا من النجوم والمشاهير حتى يتحقق صدى واسع لآرائهم وأفكارهم لدى وسائل الإعلام الغربية مما يصحح الصورة.
وعبرت "رضوى عاشور" عن إعجابها بدور "سويف" فى مساندة القضية وقالت "كل منا يساند فلسطين بطريقته فأهداف تذهب إلى هناك وأنا لا أفعل ذلك إلا أننا جميعا بحاجة إلى كل هذه الأدوار، كما أشادت "عاشور" بمقطع من رواية "خارطة الحب" ترجمت فيه "سويف" أغانى الشيخ إمام وقصائد أحمد فؤاد نجم إلى الإنجليزية وقالت "أنا أستاذة أدب إنجليزى ولا أستطيع أن أترجم مقطعا كهذا"
تحدث الكاتب الكبير "بهاء طاهر" عن علاقته بسويف وقال"منذ فترة قررت ابنتى "دينا" أن تعد دراسة عن الثقافة العربية باللغة الإنجليزية فاختارت رواية "خارطة الحب" لأهداف سويف، وقد ربطت ابنتى بين العلاقات الاقتصادية والجمالية والاجتماعية التى تضمنتها الرواية وبين التاريخ المصرى فى القرن ال19 وامتداداته فى القرن 20و 21.
وأضاف: اكتشفت منذ أيام وجود تشابه بين بطلة روايتى "الحب فى المنفى" و بين بطلة رواية "خارطة الحب"، أما عن جهودها فى خدمة القضية الفلسطينية فلا بد أن نقدم لها التحية والشكر لأنها تقوم بما لا تفعله السفارات ولا وسائل الإعلام، وأكد "طاهر" أن سويف استطاعت أن تقف بشجاعة ضد المعارضات الطفولية التى اعتبرت موقفها "تطبيعا" مع إسرائيل وليس خدمة للقضية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة