تحولت ندوة " المرأة المصرية والتغيير الاجتماعى" بمعرض الكتاب أمس والتى ناقشت كتاب الحركة النسائية الحديثة للدكتورة إجلال خليفة، وأدارتها الكاتبة الصحفية فريدة النقاش، إلى سجال حاد ما بين الدكتورة إيمان عامر أستاذ التاريخ بكلية الآداب، وأحد الحضور الذى وقف أثناء الندوة قائلا: "المرأة العاملة بيتها خرب على عكس المرأة غير العاملة التى يكون بيتها فى أفضل حالاته"، وهنا ردت إيمان بغضب وسألت زوجها الذى كان حاضرا للندوة إن كان بيتهما قد خرب بسبب عملها، فرد بالنفى فما كان من السائل إلا أن رد: "وهيجى يوم عليك، وتقف فى المطبخ، فرد زوج الدكتورة: وإيه يعنى".
وفى حين تغيبت نوال مصطفى الكاتبة الصحفية ومجدى حافظ أستاذ بكلية الآداب، استكملت الدكتورة إيمان عامر حديثها عن الكتاب، حيث تناولت وضع المرأة فى العصر الحديث من بداية الحملة الفرنسية، ووضع المرأة من حيث المشاركة السياسية، والصحافة النسائية، والتمييز الذى لاقته المرأة حينها سواء فى الأمثال الشعبية أو الأغانى، ووضع المرأة التعليمى والتحاقها بالمدارس والجامعات، واقتحام النساء لسوق العمل بدءًا من الأعمال الحرفية البسيطة، وصولا للأعمال المرموقة.
فى حين انتقد الدكتور مجدى حافظ فى كلمته التى ألقيت نيابة عنه، تناول الكتاب للقضية بصورة عاطفية نضالية غير علمية، والخلط بين المظاهرة والاجتماع والمؤتمر، ولكنه أثنى على الفصل الثانى الذى ركز فيه على تغيير الأفكار، والخامس الذى قدم صور مفصلة عن تعليم المرأة.
ومن جهة أخرى انتقد حافظ كتاب الدكتورة لطيفة سالم الذى تحدث بالموضوع نفسه، وقال إنه أهمل الفئات الفقيرة والنساء العاملات والريفيات، حيث ركزت لطيفة سالم على دور الرائدات فى اجتياز المرأة مشوارا طويلا للحصول على حقوقها، حيث بذلت هدى شعرواى ونبوية موسى وغيرهم أدوارا عظيمة فى الحصول على الحقوق الكاملة للنساء، ولكنهم فى نفس الوقت احتفظوا بأخلاقياتهم كاملة عكس ما أشيع عن تبنيهم للتبرج.
ومن جهتها أشادت الدكتورة الزيات بالدكتورة إجلال خليفة التى أتت للقاهرة لمساعدة أسرتها ثم التحقت بكلية الإعلام، وأوضحت دور الصحافة النسائية التى تضاءلت بصورة كبيرة الآن، وأضافت سالم أن الحركة النسوية القديمة قامت على أكتاف الطبقة الأرستقراطية من النساء، وأنهم هم وحدهم يستطيعون النهوض بأوضاع المرأة وبذل الجهود فى ذلك، وأكدت فريدة النقاش رئيس تحرير جريدة الأهالى أن جميع الحركات التقدمية سواء النسوية أو غيرها حركات نخبوية، وهذا طبيعى لما تتطلبه الحركات من مستوى فكرى ومادى مرتفع.