كميل حليم

نجع حمادى والحزب الوطنى

الأحد، 07 فبراير 2010 07:14 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نجع حمادى كارثة عظيمة حاقت بالشعب المصرى بأجمعه مسلميه ومسيحييه، وخسارة فادحة للوطن الذى يمر بمنعطف هام من تاريخه ومستقبله، لكن المصيبة الأكبر وقعت على رأس الحزب الحاكم ونظامه الحالى فى مصر، لكنها فى نفس الوقت حركت أقطاب الوطن للتساؤل وإن كان الجواب معروفا للكافة.

ماذا يحدث فى مصر؟ وما هى أسبابه ودوافعه الحقيقية؟
كارثة نجع حمادى ليست كما يريد أن يصورها البعض أن ثلاثة مجرمين قرروا فجأه وبلا سبب أن يفتحوا نيران مدافعهم الرشاشة على شباب مسالم فى عيد الميلاد!! بل إنها خطة مدروسة ومعدة مسبقاً من أتباع أمن الدولة الذين أثبتوا أقصى درجات الغباء فى التنفيذ والإخراج، لأنهم وببساطة خريجو نفس أكاديمية الغش والخداع .

وربما كانت حادثة نجع حمادى أقل بشاعة من مجزرة الكشح التى حدثت من عشر سنوات ماضية، إلا أن المدبرين افترضوا أنهم يستطيعون تكرار ما حدث بالكشح، لكنهم نسوا أن تغيرات كبيرة طرأت فى تكوين الرأى العام المصرى والعالمى.

وأرى أن التالى يلخص فروق تكوين المجتمع المحلى والعالمى الذى أدى إلى توجيه اتهامات موجعة للحزب الحاكم:

1- رفض مسلمو مصر تكرار أسطوانة أن الحادث ليس طائفيًّا، بل تأكد للجميع أن الحادث مدبر، بعدما أدرك مسلمو مصر مدى خداع النظام الحاكم للجميع، وهذا ما عبر عنه العديد من الكتاب المسلمين قبل زملائهم المسيحيين متسائلين عمن هم وراء منفذى الحادث، مطالبين بضرورة كشف الحقيقية بل الحقيقة الكاملة.

2- لم يتقبل مسلمو مصر "الأغلبية " فكرة الحادث بل ثار الضمير المصرى الإنسانى المشترك رافضاً أى ربط بين الدين والحادث وتوجهت أصابع الاتهام نحو النظام، وبدأ حراك وطنى مصرى موحد للدفاع عن وحدة مصر ونزاهة شعبها.

3- وحد الحادث أقباط المهجر نحو رأى واحد وضاعف عدد النشطاء وهو ما يؤكده تضاعف الأعداد التى خرجت للتظاهر والاحتجاج فى معظم عواصم العالم تقريبا، والتى نشرته وغطته الصحافة العالمية المتعطشة لكشف حقيقية النظام المصرى الفاسد والذى تم نشره فى معظم الجرائد الأجنبية من خلال أكثر من 1000 مقال باللغة الإنجليزية، وبات جزءاً خبريًّا هاماً من النشرات الإخبارية لوكالات الأنباء الدولية.

4- أن التقدم الهائل فى وسائل الاتصال ونقل المعلومات فى العشر سنوات الماضية أتاح المزيد من فرص التواصل والمعرفة لما يحدث بالداخل المصرى فى ظرف ثوان معدودة من حدوثه، فأنا شخصياً كنت فى طريقى للكنيسة فى ولاية شيكاغو الأمريكية وتلقيت رسالة نصية قصيرة Text massage عقب الحادث بدقائق قليلة وعندما وصلت للكنيسة وجدت عددا من الموجودين لديه علم به وأخبرتهم بما وصلنى ولا أبالغ أن جميع الأقباط فى المهجر وفى مختلف دول العالم كانوا على علم بالحادث فى دقائق معدودة من حدوثه، بالإضافة إلى وكالات الأنباء والإعلام العالمى.

إن مصيبة نجع حمادى وقعت على رأس الحزب الغير الوطنى ولكنه للأسف حاكم نتيجة للاستبداد والظلم والفساد لسنين طوال ويصر هذا الحزب الغاشم على عدم اتخاذ أى خطوات إيجابية نحو الديمقراطية وإشراك الشعب فى قراراته ولعل حادث نجع حمادى أيقظ الشعب لمخططات أمن الدولة بعدما ضاق صدر الجميع من ممارساتهم التخريبية لوحدتنا الوطنية.

ونتمنى أن يكون الحادث بالرغم من بشاعته بداية يقظة لهذا الوطن للبحث عن نظام ديمقراطى حقيقى يحترم حقوق جميع مواطنيه مسلمين ومسيحيين.

مازال الشعب المصرى ينتظر الإجابة على الكثير من الأسئلة والتحقيق لا يزال، بل وسيظل مستمراً ولن يغلقه التخلص من أمثال الغول ورفاقه دون محاسبة محرضيهم.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة