اهتمت الصحف البريطانية الصادرة اليوم، بالاحتفالات التى تشهدها إيران بمناسبة الذكرى الحادية والثلاثين للثورة الإسلامية والتى انطلقت عام 1979. صحيفة التليجراف نشرت مقابلة مع الناشطة والمحامية الإيرانية شيرين عبادى الفائزة بجائزة نوبل للسلام عام 2003، دعت فيها الإيرانيين إلى التظاهر السلمى بمناسبة احتفالات الذكرى 31 لقيام الثورة الإسلامية فى 1979 والتى ستبلغ أوجها فى 11 من فبراير الجارى.
وقالت عبادى المعروفة بانتقاداتها الصريحة للرئيس محمود أحمدى نجاد إنها تعتقد أن على الناس المشاركة فى المظاهرات والمطالبة بحقوقهم، ولكن عليهم أن يفعلوا ذلك بطريقة سلمية. وأضافت أنه من البديهى أن يسعى النظام لأن يكون الناس عنيفين لأن هذا يعطيه مبرراً للتدخل، وعليهم أن لا يعطوه هذا المبرر".
وحسبما تقول التليجراف، فإن الناشطة الإيرانية تحدثت عن خيبتها واستيائها من القمع العنيف الذى مارسه النظام الحاكم ضد المتظاهرين، كما تحدثت عن التهديدات التى تعرضت لها وأسرتها من قبل النظام، وكيف تم تهديد زوجها وشقيقتها بالاعتقال فى حال استمرارها فى العمل، وقالت إنها لم تتصل أبداً بالنظام مباشرة لكنه احتك بعائلتها.
وتقول التليجراف إن المعارضة تسعى للسيطرة على المظاهرات المخطط لها يوم الخميس المقبل للاحتفال بذكرى الثورة، من أجل إظهار قوتهم ونفوذهم، ولذلك فإن المحافظين يسعون إلى تهديد الإيرانيين من أجل تخويفهم وإبقائهم فى منازلهم. وقد أعرب النظام عن ذلك بإعدام اثنين ممن شاركوا فى الاحتجاجات قبل عشرة أيام، فى الوقت الذى ينتظر فيه آخرون الإعدام لنفس الاتهامات.
من جانبها، قالت صحيفة الجارديان فى تقرير تحت عنوان "خيانة الثورة" إنه ما تصاحب هذه الذكرى مسيرة مؤيدة للثورة، إلا أن الوضع مختلف هذه المرة، فالمتظاهرون يخططون لمسيرات حاشدة ضد النظام الذى يقولون إنه خان مبادئ وأفكار الثورة الإسلامية.
وتمضى الصحيفة فى القول إنه على مدار ثلاثة عقود كانت صورة الإمام الخمينى وهو يعود إلى بلاده جزءاً أساسياً من رمزية الثورة فى إيران، وتتحدث الصحيفة عن صورة شهيرة التقطت للزعيم الروحى وهو يهبط من الطائرة إير فرانس بصحية رجل يرتدى زى طيار، وكانت هذه الصورة تمثل مزيجا من الفخر والتعاطف والبطولة التى يمثلها الخمينى، وهى نفس العواطف التى سعت الثورة الإسلامية إلى احتضانها وتبنيها ونشرها بين الإيرانيين.
إلا أن قصة هذا الرجل المرافق للخمينى، تحولت إلى مسألة مثيرة للجدل فى إيران التى تمر بأزمة سياسية داخلية، فبعد أن كانت تحمل الكثير من الرمزية للثورة الإسلامية وزعيمها الروحى، أصبح بطلها رمزاً لتراجع مكانة الخمينى.
وتنقل الصحيفة عن مركز توثيق الثورة وهو هيئة تتبع نائبا فى البرلمان من أنصار الحكومة أن هذا الرجل هو ضابط فرنسى من أصول جزائرية يدعى جيرارد جان فابيان بتاوجى، ولا يزال يعيش فى حالة بائسة فى إيران، وقد كان هذا الرجل حارساً شخصياً للخمينى فى الفترة التى أقامها فى باريس قبل سقوط حكم الشاه، وقد لفت هذا الحارس أنظار الزعيم الإيرانى، حيث كان يتحدث الفارسية بطلاقة، فدعاه إلى مرافقته فى العودة إلى إيران.
وظل بتاوجى فى إيران ودون أن يغادرها، لكنه عاش فى ظروف صعبة، وقيل إنه عاش مشردا من بيت إلى بيت يطلب المعونة والصدقات من صديق إلى آخر، ولا يجد مكانا ينام فيه إلا بصعوبة، وهو ما يتناقض مع مكانة الخمينى فى إيران الإسلامية.
وتلفت الصحيفة فى ختام تقريرها إلى أن السلطات الإيرانية، وكما كان متوقعاً، أسرعت بنفى هذه القصة، وقالت إنها ملفقة، مما جعل مركز توثيق الثورة الإسلامية يسحبها ويقول إنها مثيرة للشكوك.
للمزيد من الاطلاع اقرأ عرض الصحافة العالمية على الأيقونة الخاصة به.
شيرين عبادى تدعو الإيرانيين للتظاهر السلمى فى ذكرى الثورة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة