بداية نؤكد على أهمية الصين كقوة بارزة جديدة تهدد مصالح الولايات المتحدة الأمريكية فى منطقة جنوب شرق آسيا، فقد استطاعت الصين فى السنوات الأخيرة أن تستفيد من عثرات الإدارات الأمريكية بدءا برد الفعل البطئ حيال الأزمة المالية الآسيوية فى عهد الرئيس كلينتون ووصولا إلى قصر نظر إدارة الرئيس بوش فى مواجهة الإرهاب بعد أحداث 11 سبتمبر 2001 ، وانعكس ذلك فى اتباع الصين لسياسة القوة الناعمة، واستخدامها سياسة الإقناع فى تعظيم قدرتها على جذب الآخرين عبر وسائل ثقافية ودبلوماسية واقتصادية.
وقد نجحت الصين فى استخدام القوة الناعمة فى فرض نفوذها الإقليمى فى الفلبين وكمبوديا وتايلاند وبورما وفيتنام الشمالية.. وتحاول الصين أن تبعد اليابان وتايوان وحتى أمريكا عن التأثير الإقليمى لمنطقة جنوب شرق آسيا.
من هنا لجأت الولايات المتحدة الأمريكية إلى الدمية - الدلاى لاما- التى صنعتها بريطانيا يوما كعامل من عوامل إقلاق الصين بعد أن استنكرت الصين مؤخرا قيام أمريكا ببيع أسلحة وصواريخ إلى تايوان بهدف التفوق العسكرى على الصين.
ويبدو أن أمريكا قد تقطعت بها السبل للنفاذ إلى الصين فتصورت أن تحريك دمية الدلاى لاما ستحقق هذا الهدف.
ويمثل الدلاى لاما الرابع عشر القيادة الدينية العليا للبوذيين التبت، وهذه الشخصية صنعتها يوما بريطانيا وروج لها الغرب حتى حصل على جائزة نوبل للسلام عام 1989 بوصفه أحد دعاة السلام.
اليوم تستخدم أمريكا الدلاى لاما فى محاولة للنيل من الصين وهى تعلم أن التبت ماهى إلا جزيرة قارية فى قمة العالم الوصول إليها يعنى اختراق المارد الصينى الجبار.
ولأسباب كثيرة ستعجز أمريكا عن النيل من الصين فى مقدمتها أن الصين تملك كل عناصر قوة الدولة وهى :
1- القدرة العسكرية
2-القدرة الاقتصادية
3- القدرة الحيوية
4- القدرة الاتصالية
5- الإرادة القومية
6-الأهداف الإستراتيجية
7-القدرة السياسية
إن النيل من الصين قد يكون حلم أمريكا ولكنه حلم مزعج يخترق مضاجع رؤساء الولايات المتحدة الأمريكية، ولعل مقولة الزعيم الصينى- ماوتسى تونج- إن الامبريالية الأمريكية ماهى إلا نمر من ورق، وخير شاهد على هزائم النمر الأمريكة هو ماتلقنه المقاومة العراقية لها كل ساعة.