أثارت مصادرة رواية "الزعيم يحلق شعره" لإدريس على من قبل أمن الدولة واعتقال الناشر "جميلى شحاته" العديد من ردود الفعل الغاضبة من قبل المنظمات الحقوقية ونشطاء حقوق الإنسان، وكانت الرواية قد انتقدت النظام الليبى والعقيد معمر القذافي، حيث روى "على" بعضا من سيرته الذاتية عندما كان مقيما بليبيا بين عامى 1976 و1980، ودعمها بشهادات عدد من أفراد الشعب الليبى نفسه حول الحياة الاجتماعية هناك.
أبدى حافظ أبو سعده الأمين العام للمنظمة المصرية لحقوق الإنسان انزعاجه من فكرة مصادرة الكتب دون الحصول على إذن القضاء، قائلا إن "المصادرة بقرار إدارى أمر خطير ويهدد حرية الفكر والتعبير" وأشار إلى أن قرار المصادرة يوصم مصر بين الدول العربية، ويقلل من قيمة معرض القاهرة الدولى للكتاب مؤكدا أن الرواية لاتهدد الأمن القومى المصرى، لأن الرواية تسئ للعقيد "معمر القذافي" و لاعلاقة لها بمصر وعبر عن ذلك بقوله "أصبحنا نصادر لصالح الغير"، كما أعلن "أبو سعده" أن المنظمة ستصدر بيانا رسميا تدين فيه القرار خلال ساعات.
كما أعرب "خالد على" مدير المركز المصرى للحقوق الاقتصادية والاجتماعية عن أسفه الشديد إزاء الواقعة، وأكد أن القرار ليس مجرد مصادرة رواية، إنما هى مصادرة لحرية الرأى والتعبير، ومصادرة لحق الجمهور فى المعرفة، واعتبر "على" القرار إهدارا لكرامة معرض الكتاب وتاريخه العريق كأكبر تظاهرة ثقافية فى الوطن العربى، رابطا قرار المصادرة بزيارة الرئيس مبارك للعقيد القذافى قبل أيام.
فيما أكد "نجاد البرعى" أن الرواية صودرت مجاملة للقوميات وللدول العربية الصديقة، مشيرا إلى أن قرار المصادرة كان لا بد وأن يحتكم إلى القضاء خاصة فى ظل وجود مادة من الدستور تمنع إهانة دولة صديقة.
وأدانت الشبكة العربية لحقوق الإنسان قرار المصادرة وأصدرت بيانا بعنوان "نفاق ومجاملة رخيصة من أمن الدولة المصرى لحاكم ليبيا" استنكرت فيه المنظمة قرار اعتقال الناشر "جميلى شحاتة"، ومصادرة الرواية وأشارت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان إلى رفضها التام لمعاملة الأدباء والناشرين بهذا الشكل المهين، مجاملة للرئيس الليبى، وأن يتحول هذا الجهاز الأمنى لذراع العقيد فى البطش بكل من ينتقده "وفق المنظمة"، وألا يساهم فى نقل الخبرة الليبية فى قمع حرية التعبير وحرية الصحافة إلى مصر، كما أعلنت الشبكة العربية أنها سوف تقدم الدعم القانونى والقضائى للناشر والأديب الكبير إدريس على فى مواجهة هذه الممارسات البوليسية لجهاز أمن الدولة المصرى.
واعتبرت المنظمة أن اقتحام دار النشر واعتقال مديرها جاء كمجاملة وعربونا للود من جهاز أمن الدولة للعقيد القمعى، قبيل زيارة الرئيس حسنى مبارك لليبيا، بغض النظر عن قانونية
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة