لأنه طيب وقلبه أبيض من البفتة البيضاء فإن الشعب المصرى يجب أن يستعد لدفع ثمن باهظ عاجلا أو آجلا بعد أن تناسى الجميع فى غمرة الفرحة بمباراة الرباعية التاريخية أبعاد الأزمة الحقيقية مع الجزائر فرغم أن رائحة الحريق لازالت تنبعث من المؤسسات والشركات المصرية فى الجزائر ورغم أن أصوات استغاثات المصريين هناك عبر الفضائيات لازال صداها يتردد فى الآذان ورغم أن الصحافة الجزائرية لازالت تهاجم الكيان المصرى ككل شعبا ودولة وتاريخا عملا بالقاعدة التى وضعها وزير الإعلام النازى جوبلز" إكذب ثم اكذب ثم اكذب ففى النهاية سيصدقك الجميع" .. رغم كل ذلك إلا أن بعض "حكماء البلد" _ و ما أكثرهم _ اعتبروا أن ملف الخلاف المصرى الجزائرى قد أغلق نهائيا وعفا الله عما سلف وكل سنة وانتم طيبين وكأن الأمر كان مجرد مباراة كرة قدم وكأن استهداف الكيان المصرى ككل ليس جزءا من السياسة الجزائرية المعلنة و غير المعلنة..
أقول إن على الشعب المصرى أن يستعد لدفع الثمن طالما أن ريما ستعود لعادتها القديمة وطالما أن فرقنا الرياضية ستتلقى "الطريحة"المعتادة فى الجزائر كالعادة دون أن نحرك ساكنا باعتبار أن قواعد العلاقات الأخوية فى العصر الحديث هى أن تبتلع إهانات الشقيق وأن تتقبل بصدر رحب بذاءاته وأن تقبل عن طيب خاطر تطاوله عليك ورغبته المحمومة فى النيل من مكانتك ويبدو أن هذه القواعد الجديدة هى مايؤمن بها الحكماء بدليل أنهم يتغافلون عمدا عن حقائق ساطعة كالشمس تثبت أن كرة القدم ليست سوى نقطة واحدة على امتداد جبهة الهجوم الجزائرى المنظم لاقتطاع جزء من التركة المصرية المباحة هذه الأيام "فالمصريون يرشون الحكام فمن فضلكم انقلوا مقرالاتحاد الإفريقى لكرة القدم (الكاف) من القاهرة .. ومصر لاتستحق أن تستأثر بمنصب الأمين العام للجامعة العربية فليكن عمرو موسى إذن آخر أمين عام مصرى ..ومصر ليست كذلك أمينة على اتحاد المحامين العرب فليغادر أرضها إلى مكان آخر.. أما فى الجانب الاقتصادى فنستطيع العبث به وقت مانشاء بفرض ضرائب باهظة على شركات الشقيقة الكبرى فى الجزائر"وهكذا فى كل مجال.. حتى أن الشهر الماضى شهد رعاية الحكومة الجزائرية لاحتفال خاص برأس السنة "الأمازيغية" والتى تؤرخ بانتصار ملك "الأمازيغ" على رمسيس الثانى أعظم ملوك مصر!!!! كيف انتصر؟ وأين ؟.. فى استاد "عنابة" أم فى "أم درمان"؟ لاأحد يعلم.. المهم أن المعركة مستمرة على كل الجبهات بدءا بكرة القدم وانتهاءا بالتاريخ القديم فى الوقت الذى يعيد الحكماء تشغيل الاسطوانة المشروخة إياها عن الشقيقة الكبرى والعلاقات الأخوية التى لاتهزها كرة القدم متناسين حكمة المثل الشعبى البليغ "إن كنتو اخوات إتحاسبو " فمحاسبة الشقيق واسترداد الحق منه لا ينبغى أن تغضب أحدا وخاصة الإخوة الفرانكفونين الذين لا يضعون فى اعتبارهم معيار الأخوة فى أى من أفعالهم.. فليستعد المصريون إذن لدفع ثمن الفرحة التى لم يعرف الحكماء سببها الحقيقى حتى الآن.
