مع أم ضد.. أن يسألك أحدهم "انت اهلاوى ولا زملكاوى".. فهذا أمر طبيعي.. أن يكون ذلك السؤال هو الأكثر شعبية من بين الأسئلة فهذا لا عجب فيه.. لكن اللاطبيعى أن يعتلى "عنوان مقالى".. ويتصدر على باقى الاسئلة بما فيها "انت اهلاوى ولا زملكاوى" فى مجتمعنا هذه الأيام.
وأقصد بمع أو ضد.. أى مع أو ضد ذلك الجدار الذى تبنيه مصر على الحدود بينها وبين غزة.. ذلك الجدار الذى أدى إلى انشقاق فى الشارع المصرى بين مؤيد ومصفق.. وبين معترض وممتعض.. وأصبحنا نسأل بعضنا البعض كما كنا نسأل على طريقة أنت أهلاوى ولا زملكاوى .. انت مع الجدار ولا ضد؟
بداية.. فأنا من المؤيدين للجدار ومصفقا له.. وقبل أن أنضم لفريق المؤيدين استأذنت من واقعى "خمسة" أهبها لخيالى أبحث فيه عن أية سلبيات لذلك الجدار.. وأية سلبيات توصف بها وأنت تحاول حماية نفسك وتعزيز حدودك مع دول الجوار.. فأين السلبية فى ذلك؟.. فلم أجد سلبية واحدة لهذا الجدار سوى انه تسبب فى أزمة وانشقاق فكرى بين الشارع المصرى.
إن ما قامت به الحكومة المصرية من "سد الثغرة".. على الحدود بينها وبين غزة الفلسطينية لهو أمر.. "مصرى .. مصرى".. وليس "مصري.. فلسطينى".. وقد أعجبت بمفتى الديار الفلسطينية عندنا أكد على "أحقية مصر" فى بناء ذلك الجدار.
وإن واجب الحكومة المصرية هى حماية مصر أولا وأخيرا وقبل أن شيء.. فحماية مصر لا ينازعه أى شىء ولاأظن فى ذلك شىء "غير مشروع".. وقد أثبتت الأيام الماضية أنه لا يمسح دمعة مصر سوى أبنائها فقط!!.
إن تلك الثغرة التى تحاول حكومتنا تفاديها والتصدى لها.. كانت تسبب قلقا عندما بدأت بعض الجماعات الخارجية باستغلالها أسوأ استغلال.. وتسلل بعضا من أبناء الشعب الفلسطينى بشكل غير مشروع إلى الأراضى المصرية.. إذن فأين المشكلة فى سد تلك الثغرة؟.. قالوا إن المشكلة أن مصر بذلك الجدار قد حاصرت غزة بل وأعانت على ذلك.
أقول يا عجبا.. أليس من الأولى والأجدر والأحق أن ننتقد غلق معبر رفح "الرسمي".. وأكرر على كلمة الرسمى.. بيننا وبين غزة؟.. أتركنا أمر معبر بأكمله لنتحدث عن ثغرة؟.. ألم يكن من الأفضل أن نتساءل عن سبب غلق معبر رفح بدلا من الصراخ على ثغرة فى الحدود المصرية الفلسطينية.. وما يؤكد حديثى أن أغلب الأصوات التى عارضت الجدار أصواتا جديدة لم نسمع لها أى صدى عندما غلق معبر رفح.. وأنا لست هنا للحديث عن معبر رفح.. لكن الشىء بالشىء يذكر فكنت من المعترضين على غلق ذلك المعبر حيث كان يمكن استخدامه بشكل جيد.. لكن الأيام أثبتت مدى حنكة حكومتنا المصرية فى التعامل مع تلك الأحزاب الخارجية وأنها تدرك مقاصد هؤلاء جيدا.. وأنه لاأحد يستطيع أن يضحك على مصر.. فبعد ما أحدثته قافلة شريان الحياة واعتدائها على المصريين فى مدينة العريش المصرية جعلنى أعيد النظر فى قضية فتح معبر رفح.
كلمة أخيرة، قد يسمى البعض الجدار الفولاذى بأنه "حق مشروع".. وقد يسميه البعض الأخر أنه "خيانة مشروعة".. وإن كنت أميل إلى المصطلح الأول إلا أنه يبقى فى كلتا الحالتين أمرا "مشروعا".
* طالب فى كلية طب جامعة القاهرة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة