عرض خاص لفيلم داود عبد السيد الجديد

"رسائل البحر"دعوة للتسامح وتمرد على الواقع

السبت، 06 فبراير 2010 07:43 م
"رسائل البحر"دعوة للتسامح وتمرد على الواقع آسر ياسين و بسمة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
حاز فيلم "رسائل البحر" تأليف وإخراج داود عبد السيد على إعجاب النقاد الذين رأوا فيه دعوة للسلام والتسامح مع الآخر رغم الاختلاف الدينى أو العقائدى وعرضا لحالة الضياع الإنسانى الذى تعيشه الطبقة المتوسطة فى مصر.

ويختلف الفيلم، الممتلئ بالشجن والشخصيات التى لم تحقق ذاتها، عن سياق الأفلام المصرية التى عرضت خلال الموسمين السابقين وأيضا خلال الأعوام السابقة لتقديمه رؤية متعددة الأبعاد وأكثر من قراءة لمستوى الحدث الواحد.

ويقيم المؤلف علاقات متعددة المستويات بين شخصيات الفيلم التى يربط فيما بينها البطل يحيى (النجم الجديد آسر ياسين).

واعتبر الناقد طارق الشناوى أن "رسائل البحر هو الأبرز فى مسار داود عبد السيد السينمائى لتميزه بالرقة والنعومة والسلاسة فى تقديم الرؤية والصورة بشكل جمالى أخاذ".

ويتفق الشناوى مع باقى النقاد على أن "المخرج استطاع أن يدير حركة ممثليه وإبداعهم بشكل هائل".

وتدعو الرؤية التى يقدمها داود عبد السيد فى مستواها الأول كما يشير الناقد أشرف بيومى إلى " إلى تقبل الآخرين كما هم كما فى حب يحيى لفريدة (بسمة) التى تعرف عليها كمومس ثم تزوجها".

ويؤكد المؤلف على ذلك فى "الحوار بين السيدة الإيطالية (مخرجة الأفلام التسجيلية نبيهه لطفى) وجارها يحيى حول شخصية المومس وضرورة تقبلها والتعامل معها كما هى دون أن يحاكمها أو يحاول تغييبها، وهذا ينطبق على الحوار بين صديقته ابنة الجيران الفتاة الإيطالية (سامية سعد) وصديقتها (دعاء حجازى) التى تربطها بها علاقة جنسية".

ويقول الشناوى إن الفيلم يحمل "بعدا عالميا"، مشيرا إلى أن "اختيار اسم قابيل للبطل الثانى فى الفيلم (محمد لطفى) ليس اعتباطيا لأنه يقدم رؤية مغايرة مع اتخاذه قرارا بعدم القتل إثر جريمة أولى".

ويرى الناقد فى ذلك "دعوة للسلام والتسامح مع الآخرين المختلفين معك على مختلف المستويات فكريا ودينيا وعقائديا، التسامح والسلام مع الآخر المختلف عنك حضارياً مهما كان لنا من تحفظات على الآخر".

ويخصص المؤلف المساحة الأوسع لعرض "مستوى الضياع الروحى والإنسانى والعملى للطبقة المتوسطة فى المجتمع المصرى وبحثها عن ذاتها دون جدوى فى ظل نظام قاس ينفى دور الطبقة المتوسطة فى الواقع الاجتماعى والسياسى فى الفترة التى تلت الحكم الملكى لمصر" كما تشير الناقدة علا الشافعى.

وترى الشافعى أن "اختيار المؤلف للإسكندرية ليس عبثيا فهى التى كانت منفتحة على الحضارات الأخرى فى فترة الحكم الملكى، والتى ملكت روحا مختلفة فى العلاقة مع الآخر، وفى تكوين شخصية عالمية قادرة على الانفتاح ما كان يعطى أبناء الطبقة المتوسطة فى هذه المدينة رؤية مغايرة".

وتضيف أن "الفيلم يعبر عن ذلك من خلال علاقة يحيى بالسيدة الايطالية العجوز وابنتها وتجاورهم فى عمارة لها جماليتها وخصوصيتها والانفتاح الإنسانى بين العائلتين خلال الطفولة واستمرار علاقة الحب حين عودته بعد غياب سنوات".

وترى أن الفيلم "يظهر الشرخ بين أبناء الطبقة المتوسطة أنفسهم بعد تراجع دور المدينة وتراجع التسامح والانفتاح بين الأنا والأخر من خلال علاقة يحيى مع نسمة صاحبة الحلم الروحى الذى تعبر عنه بالعزف على البيانو".

فالأحداث المتلاحقة "تبرز روحا مقموعة إنسانيا مضطرة للزواج سرا من تاجر (أحمد كمال) يأتيها مرة فى الأسبوع لتحافظ على مستواها الطبقى ولكنها تكتشف تدريجيا أنها تقبض ثمن نومها مع زوجها دون أن تملك أى مشاعر تجاهه".

"ومساحات الإيحاء الفنى فى الفيلم"، كما يقول الشناوى، "أقوى وأعرض وأعمق بكثير من التصريح بالمشهد الدرامى ومن الصورة وهو يترك مساحات ليضيف المتلقى مايشاء مثل المشهد الأخير حيث تطفو الأسماك بعد قتلها بالديناميت على يد صاحب المحلات التجارية والعقارات (صلاح عبد الله) الذى يمثل سيطرة وقوة النظام ورأس المال".

ويضيف إن فى هذا المشهد "تحذيرا لبطلى الفيلم من أنهما سيلاقيان المصير نفسه لوجودهما فى القارب - الذى يحمل اسم القدس بما لذلك من دلالات سياسية - والسمك الميت يحيط بهما، إذا لم يعودا إلى مائهما ليواجها هذا الرأسمالى الذى يدمر الجمال فى الحياة ولا يستمتع فيها سوى بجمع المال".

وحمل الناقد أشرف بيومى على "الرؤية الأخلاقية التى قدمها بعض الزملاء الصحفيين الذين أخذوا القراءة السطحية للفيلم، ورأوا فيه دعوة للعلاقات الجنسية الشاذة وخارج الزواج، لكنهم لم يروا إسقاطات العجز وعدم التحقق فى المشهد الجنسى العام".

ونبه بيومى من القراءة الخاطئة للفيلم الذى يرى أنه "من أكثر الأفلام عمقا خلال السنوات الأخيرة فى السينما المصرية".





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة