د. عادل الليثى يكتب: حتى نجد الملايين من "شحاتة"

السبت، 06 فبراير 2010 01:40 م
د. عادل الليثى يكتب: حتى نجد الملايين من "شحاتة"

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قفزت من مقعدى وصرخت فرحا عندما وجه جدو الكرة بطريقة رائعة إلى مرمى غانا، مسكنها الشباك، مسجلا هدف الفوز بكأس أفريقيا... فلم يكن قد تبقى سوى عدة دقائق لتنتهى المباراة ومن الصعب أن تحرز غانا هدف التعادل فى هذا الوقت القصير أمام فريق متمكن من نفسه تم إعداده جيدا تكتيكيا ومهاريا ونفسيا وصحيا ولياقة بدنية... وهذه هى الخمسة أسس هى التى يعمل عليها أى مدرب محترف لكى يحصل فى النهاية على فريق متماسك وقوى وقابل للفوز... نحن لا نعرف بالضبط وبالتفاصيل ماذا فعل حسن شحاتة... ولكن لابد أنه فعل ذلك لأن هذا هو الطريق الوحيد الذى لا يترك شيئا للصدفة لكى يحقق مستوى عاليا وثابتا لفريقه... ونحن لم نعرف شيئا عما فعله شحاتة لأنه عزل نفسه وفريقه عن (تهجيص) الإعلام الرياضى الذى دخل فيه كل من هب ودب من غير المحترفين المكونين علميا ومن لاعبين سابقين عاشوا طول عمرهم يمارسون التحيز لناديهم... وهذا حقهم... ونأتى لنطالبهم الآن بالحياد الواجب فى مجال الصحافة الرياضية... ولابد أن شحاتة عزل نفسه وفريقه عن كل الجهات التى يمكن أن تتدخل فيما يفعله... وهذه قاعدة ذهبية فى علم الإدارة... ولابد أنه لم يقع فريسة لرؤية غامضة تحدد قيمة اللاعب فى مدى شهرته ولم يخنع لنجوم تريد أن تفرض رغباتها على المدرب... فكان تقييمه للاعب ليس له أساس إلا موهبته واجتهاده... هذه الميزات التى تمتع بها شحاتة لا تتوفر لكثير من الجهات والمؤسسات فى مصر... ولذلك نجد أن أداءها غير مرض بل فاشل... ومن حظ شحاتة أن السياسة لم يكن لها مصلحة فى التدخل... وكل ما تبغيه هو الحصول على الكأس لكى يتسنى لها أن تقف أمام الكاميرات وهى ممسكة بالكأس وبالكاد شحاتة وحسن يلامسانه بأصابعهما... وكأنها هى التى ربحته.... لاشك أن هناك مؤسسات يتوفر لها هذه الشروط حتى تنجح فيما تفعله... ولكنها تعيش فى محيط متحيز تلعب فيه السياسة التى هى متحيزة بطبيعتها دور المخرب لدور الإدارة والتى هى موضوعية بطبيعتها... ولهذا يمكن أن نقول إن شحاتة نجح ليس لأن اسمه كذلك... ولكن لأن الظروف كانت مناسبة... وعندما تتوفر الظروف فى كل مصر... سوف نجد من شحاتة ملايين.
* أستاذ جامعى






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة