أثار قرار محكمة جنح مستأنف قصر النيل الذى قضى بتغريم كل من مجدى الشافعى مؤلف رواية مترو، ومحمد الشرقاوى ناشر الرواية 5 آلاف جنيه لكل منهما ومصادرة الرواية لاحتوائها على صور وعبارات مخلة بالآداب، أثار العديد من ردود الفعل الغاضبة من قبل النقاد الذين أكدوا أن النقد الأدبى هو المجال الوحيد القادر على الحكم على الأعمال الأدبية.
عبر الناقد الكبير الدكتور "جابر عصفور" عن أسفه إزاء هذا الحكم وغيره من الأحكام التى تهدد حرية التعبير، وقال"أدركت تماما أن حرية التعبير فى مصر فى حالة يرثى لها نتيجة هذه المواقف التى تتخذ ضد الأعمال الإبداعية، وتمنى "عصفور" أن يأتى اليوم الذى لا يسمع فيه عن هذه القضايا، لأنها لا تليق بتاريخ مصر الحضارى ودورها التنويرى".
واقترح الناقد عمر شهريار أن تتولى الدولة تأسيس ما يعرف بالمحاكم الثقافية لكى تتولى الفصل فى كل ما يتعلق بالفن والثقافة والإبداع على أن يتم الاستعانة بالنقاد والمبدعين للإدلاء بآرائهم فى مثل تلك القضايا لأن القضاة غالبا غير مؤهلين لتلك المهمة.
وعدد "شهريار" الأحكام القضائية التى انتشرت فى الفترة الأخيرة ومنها القبض على الجميلى ناشر رواية "الزعيم يحلق شعره" ومصادرة رواية "اسمه الغرام" لعلوية صبح وقضية الشيخ يوسف البدرى ضد الدكتور جابر عصفور متسائلا: كيف يكون لدينا كل هذا الانفتاح السياسى والانغلاق الإبداعى فى الوقت نفسه؟ وتابع "شهريار" المجتمع المصرى يعيش حالة من الحسبة الدينية.
فيما أكد مجدى الشافعى صاحب الرواية، أنه سيدفع الغرامة لأن نقض الحكم أصبح حكرا على الأغنياء فلا يحق لمن تقل غراماتهم عن الـ20 ألف جنيه نقض الحكم واستئنافه، ووصف هذا القرار بغير المفهوم.
وقسم "الشافعى" مصر إلى ثلاث دول الأولى تشجع الإبداع والنقد والفن والثانية تقبع داخل المؤسسات الرسمية وتدافع عنها والثالثة بعيدة عن كل هذه الأحداث ومهمومة بكسب العيش دون غيره.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة