انتقد الأديب الكبير يوسف القعيد التعدى على ملامح مصر التاريخية، كتغير أسماء الشوارع وغير ذلك، مشيراً خلال ندوة بمعرض الكتاب إلى أن قصر عابدين سبق وأن تحول إلى مركز تطعيم ضد الملاريا يوماً ما.
وقال القعيد على هامش الندوة التى أدارها د.مصطفى الفقى رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشعب، إن حياته تأثرث وتشكلت من خلال أربع مراحل فى حياته وهى "القرية، المدينة، التجنيد، والصحافة"، كما أشار القعيد إلى أن الرواية تزدهر فى مراحل التقلبات الاجتماعية التى تعيشها المجتمعات حسب ما أكد عليه الاجتماعيون، وهذا ما نعيشه الآن، موضحًا أن كل من يبدأوا بكتابة القصة القصيرة سرعان ما يهجروها ويتوجهوا إلى كتابة الرواية.
وانتقد القعيد الزخم الإعلامى بكافة وسائله الحالية لعدم قدرته على متابعة الإنتاج الثقافى سواءً فى مصر أو العالم العربى، عما كان الإعلام عليه فى الستينيات، وقال "أطالب المثقفين وأنا أولهم بمتابعة الإنتاج الأدبى فى مصر والعالم العربي، من أجل أن تكون هناك نهضة حقيقية، وليست شعارات فقط"، مضيفاً "أعتقد أن الإنسان الذى يقرأ عملاً لو من باب التسليه لا يمكن أن يتطرف أو يصبح ضد الحياة، بل سيبحث عن كل ماهو جميل ويربى أبنائه عليه".
وأشار القعيد إلى أن هذه المرحلة تمثل مجد الثقافة المصرية، فمصر قادت العالم الوطن العربى من خلال "الكتاب، والفيلم، ولوحة الفن التشكيلى، الخ".
وعن رأيه فى غياب الديمقراطية قال القعيد "أنا ضد أن يعتقل أى إنسان ولو دقيقة واحدة".
وأكد فى حديثه عن نجيب محفوظ، بأن مؤسسة الأهرام لديها النسخة الكاملة من رواية أولاد حارتنا والتى رفضت نشرها، كما رفضت نشر رواية المرايا فنشرتها مجلة الإذاعة والتليفزيون عندما ذهب نجيب محفوظ بالرواية إلى رجاء النقاش ونشرها له، ورفضت نشر رواية الحب تحت المطر فنشرتها مجلة الشباب.
من جهته، دعا الفقى على هامش الندوة إلى تبنى مشروعين قوميين، الأول تعمير سيناء، والثانى إزالة الألغام التى تمثل ربع مساحة مصر.
أقميت الندوة بقاعة 6 أكتوبر، وحضرها كل من د.صابر عرب رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب، وحلمى النمنم نائب رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب، وعدد كبير من المبدعين الكبار، والشباب، وكافة وسائل الإعلام.