الجارديان: الإسرائيليون لا يزالون يتطلعون إلى السلام مع سوريا

السبت، 06 فبراير 2010 07:52 م
الجارديان: الإسرائيليون لا يزالون يتطلعون إلى السلام مع سوريا فرّ وكرّ "سياسى" على الجبهة السورية الإسرائيلية
كتبت ريم عبد الحميد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أثارت الحرب الكلامية الأخيرة بين إسرائيل وتل أبيب التساؤلات عن مدى إمكانية تحقيق السلام بين البلدين، بعد أن هدد وزير الخارجية الإسرائيلى أفيجدور ليبرمان، بأن نظام الرئيس السورى بشار الأسد سينهار فى حال هاجم إسرائيل. وتقول صحيفة الجارديان، إنه رغم ما حدث، فإن الإسرائيليين لا يزالون يتطلعون للسلام مع سوريا.

وتضيف الصحيفة فى التقرير الذى أعده مراسلها لشئون الشرق الأوسط، إيان بالاك، أن هذا التفكير ربما يكون حاملاً لطابع التمنى، إلا أن البعض فى إسرائيل يعتقد أن الوقت ملائم حالياً للضغط من أجل التوصل إلى اتفاق مع دمشق، مشيراً إلى أنه رغم العداء الكبير بين دمشق وتل أبيب بسبب إيران ولبنان وبالتأكيد الجولان، إلا أنهما لم يدخلا فى صراع عسكرى منذ عام 1973.

ورأى بلاك إن الأخطر فى تصريحات ليبرمان ليس اقتراحه تغيير النظام بالقوة، ولكن فكرة أن سوريا نسيت مسألة إعادة الجولان، وهو ما يتناقض مع الموقف الإسرائيلى الرسمى الذى يقبل بمبدأ الأرض مقابل السلام. وذكر الكاتب بأن السلام بين إسرائيل وسوريا ليس بهذه الصعوبة، فقد سبق وأن تفاوض البلدان منذ مؤتمر مدريد عام 1991، وحتى عام 2000، وقال وزير الخارجية السورى إن 85% من المشكلات تم حلها خلال المفاوضات بما فى ذلك التنسيقات الأمنية الحساسة.

وأتى التوتر الأخير بين سوريا وإسرائيل فى وقت كان هناك تكهن، وهو ليس أكثر من مجرد تمنٍ، كما يقول البعض، بأنه فى ظل غياب المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، فإن الوقت مناسب لبذل جهود جادة من أجل إحياء المحادثات على المسار السورى.

ويعتقد وزير الدفاع الإسرائيلى، وزعيم حزب العمل أن المنهج الصحيح فى الوقت الحالى هو تحقيق السلام مع سوريا طالما أن الأوضاع مع الفلسطينيين لا تزال فى طريق مسدود. وكذلك يسود هذا الاعتقاد داخل المؤسسة العسكرية والاستخبارات الإسرائيلية التى تعتقد أن السلام مع سوريا من شأنه أن يقود إلى وقيعة بين دمشق وطهران، التى تراها إسرائيل أخطر عدو لها،، بما يبرر استسلام الجولان وأكثر من 20 ألف مستوطن إسرائيلى.

ويمضى الكانب فى القول إن هناك جزء آخر فى حسابات إسرائيل، أو طموحاتها، يتمنى أن يتراجع الرئيس السورى، أو على الأقل يخفف من دعمه لحزب الله فى لبنان وحماس فى غزة، فكما يقول المحلل الإسرائيلى يوسى ألفير، إن الحقيقة المجردة بالنسبة للمفاوضات الإسرائيلية السورية ستضر بحماس، ومن ثم تقوى من شوكة الرئيس الفلسطينى المدعوم من الغرب محمود عباس.

غير أن العقبة التى تقف أمام هذه النظرية هى أنه من الصعب تصور توقيع الرئيس الأسد اتفاقاً مع إسرائيل بينما لم يتم التوصل إلى تسوية مع الفلسطينيين. وهناك مشكلة أخرى تتعلق بالتوقعات الصعبة. فإسرائيل كانت تأمل دائماً أن السلام مع سوريا يعنى تطبيعاً كاملاً للعلاقات الثنائية بين البلدين، مثلما حدث مع مصر عام 1979، إلا أن الأسد ليس كالرئيس السادات. وهنا يشير بلاك إلى التصريحات التى أدلى بها الأسد للصحفى الأمريكى الشهير سيمور هيرش مؤخراً، والتى قال فيها "يفترض أن تبدأ بمعاهدة سلام من أجل تحقيق السلام، إذا قالوا إن بإمكان سوريا استعادة الجولان كاملة، سنوقع اتفاق سلام. لكن لا يجب أن يتوقع الإسرائيليون منا أن نعطيهم السلام الذى يريدونه".

ويختتم الكاتب تقريره بالقول، إن صناع الرأى العام فى إسرائيل لا يزالون يدعون إلى محاولة جديدة لكسب الأسد، ويأملون أن يحاول الرئيس الأمريكى باراك أوباما بشكل أكبر. ولعل وصول أول سفير أمريكى إلى سوريا منذ 5 سنوات قد يساعد فى هذا الأمر بالتأكيد.

للمزيد من الاطلاع اقرأ عرض الصحافة العالمية على الأيقونة الخاصة به.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة