ابنتى عندها 6 أشهر، اكتشفت أنها تعانى من متلازمة داون الوراثية بعد الولادة بفترة قصيرة، فهل أستطيع أن أبدأ معها جلسات التخاطب من الآن؟
عن هذا السؤال تجيب د.نيفين حسن نشأت، مدرس مساعد أمراض التخاطب بالمركز القومى للبحوث قائلة: يعانى أطفال متلازمة داون الوراثية من تأخر لغوى وعقلى بالإضافة إلى العديد من السمات الجسدية التى تميزهم مثل صغر حجم الرأس، الأنف الصغير المفلطح، العيون المنسحبة لأعلى وللخارج مع ليونة فى العضلات والأربطة.
ويجب على الأم المتابعة الدائمة مع طبيب الأمراض الوراثية والأطفال والتخاطب والعلاج الطبيعى للتغلب على جميع المشكلات التى يعانون منها، حيث تنتج هذه المتلازمة من وجود نسخة زائدة من الكروموسوم 21 والتى تؤدى إلى تغير فى بعض مناطق المخ المسئولة عن الإدراك واللغة من حيث الحجم والوظيفة، وتمثل الذاكرة السمعية قصيرة المدى نقطة ضعف واضحة لدى هؤلاء الأطفال، ويكون تعامل المخ مع المعلومات البصرية أفضل من السمعية و تكون اللغة الاستقبالية عندهم أفضل من اللغة التعبيرية، كما أنهم يتميزون باندماجهم السريع مع الغير.
وللتغلب على التأخر اللغوى والعقلى اللذين يعتبران من سمات هذه المتلازمة، يجب أن تبدأ الأم بتطبيق برامج التدخل المبكر لطفلتها، والتى تعمل على تنمية المهارات العقلية،اللغوية، الاجتماعية، الحركية، ومساعدة الذات، وذلك بما يتماشى مع سن الطفلة، وتساعد هذه البرامج فى تعليم الأم كيفية التعامل مع طفلتها، وتنمية مهاراتها المختلفة من بداية عمر الطفلة، وننصح الأم بتطبيق مثل هذه البرامج فورا لأنها تعد الطفلة وتنقلها لمرحلة أكثر تقدما، وعندما يكون سن الطفلة مناسبا، بداية من سنتان ونصف، ستكون مستعدة لبدء جلسات التخاطب.
وتوجد الآن العديد من الأدوية التى تقلل من الأضرار الناتجة عن متلازمة داون، ولكنها لا تغنى حتما عن برامج التدخل المبكر، وجلسات التخاطب، والتى يتم فيها تصميم برامج تأهيلية بما يتناسب مع نقاط الضعف و القوة فى الإدراك واللغة لديهم.
وقد أثبتت العديد من الدراسات أنه كلما كان تطبيق برامج التدخل مبكرا كلما كانت قدرات هؤلاء الأطفال العقلية واللغوية أفضل، كما أن قدرات الأطفال اللذين يتلقون العلاج التخاطبى هى أفضل بكثير ممن يعتمدون على الدواء فقط.