قد يتعجب البعض من هذا العنوان؟ وقد يتساءل البعض الآخر هل يمكن للشاعر أن يمتلك لقب شاعر سابق؟ هل الموهبة يمكن أن تضمحل أو تموت فيصبح الشاعر بلا موهبة؟ أم هل يأتى على الشاعر زماناً يجف فيه معينه من الشعر؟ كل هذه الأسئلة وردت على ذهنى عندما هممت بإعادة كتابة مجموعة من أشعارى، التى نظمتها قبل اعتزالى الشعر منذ سنوات عجاف، تركت فيها الشعر بالكلية، فلا نظم و لا قراءة و لا سماع.
فقد اتخذت هذا الموقف بعدما أعيتنى الحيل فى إقناع بعضاً ممن يظنون أنهم شعراء، أساءوا إلى الشعر إساءة كبيرة، فلقد سخّروا أقلامهم فى القضاء على الشعر، وذلك حين ينعتونه بالعتيق، ويأخذون من التجديد ذريعة لنقضه من القواعد، فهم ينبذون الشعر القديم بكل ما فيه من ألفاظ ٍ و تراكيب ومعانى جميلة، بل و أصولا ً وقواعد، تحت مسمى الحداثة، لكن الحقيقة أنهم قد قلت بضاعتهم من اللغة فلم يتذوقوا حلاوتها، ولم يكتشفوا أسرارها، فضاقت بها نفوسهم فأحلّوا كلامهم العشوائى الممسوخ محلّ الشعر وادّعوا أنه شعراً تحت مسميات عدة، فتارة الشعر الحر وأخرى شعر التفعيلة وثالثة قصيدة النثر.
معذرة فإنى ماقصدت منذ البداية أن أُناقش قضية الشعر وماآل إليه حاله فى زماننا هذا، وإنما قصدت أن أعرض على حضراتكم نماذج من أشعارى التى كتبتها قبل اعتزالى الشعر، وذلك بناء على طلب صديق عزيز إلى قلبى نهرنى أكثر من مرة أن أحتفظ بقصائدى كالعذارى فى خدرهن، خشية أن ينكشفن على الأغيار، بل ينبغى على أن أعرضهن أمام الناظرين، فالإبداع غير مقصور على صاحبه، فلما وجدته قد أصاب كبد الحقيقة، وددت أن أعرضها على حضراتكم قصيدة تلو الأخرى، متمنياً أن تحوز على إعجابكم، وها أنا ذا أبدأ بآخر قصائدى، و قد كتبتها قبل اعتزالى بوقت قصير، وهى قليلة المبنى عظيمة المعنى، أصف بها ماآل إليه حال فلسطين وأهلها على لسان فتاة صغيرة من بُنيّات فلسطين .
أين السلام
هـذا الكـلام ُ سَمِعـته ُ من طفلة ٍ تُدعى سهام
نزع َ اليهود عيونها و تمـزقت فيها العـظام
قالت بصوت ٍ خافت ٍ أيـا أبـى أيــــن السـلام
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة