لماذا يصمت البابا شنودة عن الدعوات المتكررة لمستشاره نجيب جبرائيل بالتدخل الخارجى لحماية الأقباط؟

الجمعة، 05 فبراير 2010 12:20 ص
لماذا يصمت البابا شنودة عن الدعوات المتكررة لمستشاره نجيب جبرائيل بالتدخل الخارجى لحماية الأقباط؟ البابا شنودة
سعيد الشحات

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
>> جبرائيل خاطب أوباما والأمم المتحدة عما أسماه باضطهاد الأقباط
>> يقدم نفسه على أنه رئيس للاتحاد المصرى لحقوق الإنسان والبعض يعتبر ما يفعله توزيع أدوار مع الكنيسة

بعد ساعات قليلة من أحداث نجع حمادى، أعلن الدكتور نجيب جبرائيل المحامى أنه طالب فى مذكرة أرسلها إلى الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبى بإجراء تحقيق دولى فيما حدث، وطالب بإرسال بعثة دولية لإعداد مذكرة عن الاعتداءات التى راح ضحيتها سبعة أقباط وشرطى مسلم، وأضاف أنه أجرى اتصالات لن يكشف عنها، لكنه توقع وصول وفد من مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، وبرر ذلك بما أسماه بتفاقم معاناة الأقباط، وأن كل الأبواب المصرية قد أوصدت فى وجوههم، وتعامل البعض مع تصريحات جبرائيل على أنها ربما تكون رد فعل سريعا وغاضبا على الأحداث، لكنه بالفعل جاء إلى مصر وفد لجنة الحريات الدينية الأمريكية، فهل كان ذلك بعلم البابا شنودة الثالث بطريرك الكرازة المرقسية؟

نطرح السؤال على خلفية أن نجيب جبرائيل لا يقدم نفسه إلى وسائل الإعلام بوصفه رئيساً لمنظمة الاتحاد المصرى لحقوق الإنسان فقط، وإنما مستشار للبابا شنودة، ولم يحدث أن البابا قد نفى وظيفة «المستشار» عن نجيب، ولم يحدث أن نفت الكنيسة أيضاً هذه الوظيفة عن نجيب، وتأسيساً على ذلك فإن ما يطرحه نجيب جبرائيل على الرأى العام من الطبيعى أن يحسبه الكل على أنه يتم بموافقة البابا، وأن صمت الكنيسة على ما يذكره هو مجرد توزيع أدوار ليس أكثر، بمعنى أن يكون لنجيب دور فى التحريض والتهييج، وفى الوقت نفسه تأتى لغة التهدئة من البابا أو المعنيين بالأمر من الكنيسة.

وإذا كان ما سبق يعد تقديراً مبنياً على وقائع، وافتراضات استنتاجية تقوم على علاقات نجيب بالكنيسة والتى يقدم بها نفسه، فإن مجمل ما يطرحه وما يفعله لابد أن يثير من التساؤلات الكثير، والأمثلة الدالة متنوعة، وآخرها ترحيبه بقدوم وفد لجنة الحريات الدينية إلى مصر وانتقاده لكل الذين رفضوا الزيارة، واعتبار ما حدث فى نجع حمادى اضطهادا للأقباط، ولم يرد أحد من الكنيسة على ما ذكره، صحيح أن البابا رفض استقبال وفد لجنة الحريات الدينية الأمريكية، واعتبر ذلك تدخلا فى شئون مصر الداخلية، لكن فى نفس الوقت كان جبرائيل يرمى التصريحات هنا وهناك يقول فيها عكس موقف البابا.

مواقف جبرائيل التى تعطى قدراً وافراً من الالتباس الذى نشير إليه متعددة ومنها على سبيل المثال لا الحصر، قيامه بإرسال خطاب إلى الرئيس الأمريكى أوباما بالاشتراك مع منظمة أقباط المهجر يشكو فيه ما أسماه باضطهاد الأقباط فى مصر، وقال وقتها إن ملف الأقباط يجب أن يناقش من الرئيس أوباما خلال زيارته إلى مصر، وهى الزيارة التى ألقى فيها أوباما خطابه الشهير فى جامعة القاهرة.

وقال نجيب وقتها إنه ومن معه اضطروا إلى بحث هذه القضية خارج مصر، وأضاف فى خطابه إلى أوباما أن: «المسيحيين فى مصر يعانون من عدم وجود قانون موحد لدور العبادة بعكس المسلمين الذين يبنون مساجدهم فى ظل قانون صادر من السلطة التشريعية».
أرسل نجيب خطابه إلى الرئيس أوباما، ويمكنه أن يذكر أنه قدمه بوصفه رئيسا للاتحاد المصرى لحقوق الإنسان، لكن لا يستطيع أحد أن يغض الطرف عن أنه فى نفس الوقت يطرح نفسه بوصفه مستشاراً للكنيسة، فهل يمكن تجاهل هذه الزاوية فى خطابه إلى أوباما؟

المفارقة فيما فعله نجيب جبرائيل وقت زيارة أوباما أنه لم يكن مطروحاً وقتها حوادث بين المسلمين والأقباط حتى يعطى لنفسه تبريراً لخطوته، لكنها فى نفس الوقت جاءت استكمالاً لممارسات أخرى قام بفعلها، منها مثلا دعوته فى شهر مايو عام 2007 إلى مسيرة احتجاجية إلى القصر الجمهورى احتجاجا على الحكم الصادر ضد شادية ناجى إبراهيم لتقديم التماس للعفو عنها فى الحكم الصادر ضدها بالسجن ثلاث سنوات، والغريب أن هذه الدعوة جاءت تعليقاً على حكم قضائى، واعتبر فى حديثه إلى قناة منظمة أقباط الولايات المتحدة أن الحكم يعد اضطهاداً طائفياً، وقال فى الحديث نفسه إنه يزف بشرى تتمثل فى استلامه لسامية شوقى فى إسنا التى كانت فى طريقها للإسلام وتسليمها إلى والدها، واتهم المسئوليين بالتقاعس فى تسليمها.

كان المذيع الذى يتصل بنجيب جبرائيل أكثر سخونة منه، خاصة حين تحدث معه عن المظاهرة التى ستذهب إلى القصر الجمهورى، والتى قال فيها نجيب إن هناك مسلمين سيشاركون فى المظاهرة، أضف إلى ذلك أن الحديث كله يأتى فى سياق ما يسميه نجيب جبرائيل باضطهاد الأقباط.

ومع تكرار حديث وجوب التدخل الدولى كما يحب جبرائيل لحماية الأقباط، يتكرر السؤال: هل يتم ذلك بمعرفة البابا شنودة الثالث وحمايته أم لا؟، وهل يتخذ الرجل الاتحاد المصرى لحقوق الانسان الذى يترأسه ستارا كمنظمة مدنية تكفل له الحديث عن اضطهاد الأقباط بمعزل عن كونه مستشارا للبابا؟، وإذا كان ذلك صحيحاً هل نعتبر ذلك توزيعا للأدوار من الكنيسة والبابا الذى يحظى باحترام وتقدير بالغين من المسلمين؟





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة